خطاب العاهل السعودي...حقوق الشعب الفلسطيني وقضايا أخرى
- تاريخ النشر : 2018-11-19 23:42:40 -
أسعد العزوني
القبة نيوز-تابعت وبشدة متناهية خطاب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في إفتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى الأخيرة ،وأكثر ما شدني هو قوله:"إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه"!!! كلام جميل ويدغدغ مشاعر الجميع ،خاصة وانه يصدر من لدن الرجل الذي يفترض ان يكون الأقوى في العالم بسبب ثروات بلاده وحاجة العالم لهذه الثروات ،وفي مقدمتها النفط بطبيعة الحال،وللتذكير فإن حقوق الشعب الفلسطيني هي ان يعيش في أرضه حرا وان يقوم الأشقاء بتحرير فلسطين ،لا ان يتم التنازل عن فلسطين لليهود.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن السعودية "لو حلبت صافي"لضغطت على أعتى الإدارات الامريكية وتوصلت إلى حل مرض للقضية الفلسطينية ،إن لم نقل أنها لو أدارت ثرواتها جيدا ،لحجزت لها مكانا مميزا مؤثرا في السياسة العالمية ،ولكن ذلك لم يحدث،لذلك وجدت الإدارات الأمريكية السعودية عبارة عن مزرعة أبقار هولندية ،تحلب منها ماتشاء ومتى تشاء وكيف تشاء ،رضعا وبالآلات الحديثة ،لأن المهم هو وصول الحليب السعودي إلى مستحقيه بحكم الأمر الواقع. أما على أرض الواقع فإننا نجد السعودية وقد تصدرت قائمة الأطراف المتآمرة على القضية الفلسطينية ،بتبني ولي عهدها محمد بن سلمان مايطلق عليه "صفقة القرن "التي تشطب القضية الفلسطينية لصالح الصهيونية والأردن الرسمي "الهاشميين "لصالح آل سعود الذين يرون ان الهاشميين هم أعداؤهم التقليديون منذ مقاولة بيرسي كوكس مع الملك عبد العزيز ،وشطب مملكة الحجاز الهاشمية عام 1916،وطرد الهاشميين من الحجاز نهائيا.
الأمر الآخر هو التحالف المريب بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والصهيوني جاريد كوشنير مستشار وصهر المتمسح بالإنجيلية والجمهوريين الرئيس ترامب،وهذا التحالف دليل أكيد على توجه السعودية المعلن ،والذي جاء إستمرارا للسياسة التي كانت تنفذ في الخفاء منذ العام 1915،وهنا تكمن الكارثة ،وبالتالي فإن الحديث عن حقوق الشعب الفلسطيني محض هراء ،لأن ما يجري على أرض الواقع هو الذي يعول عليه ،وليس حديث المناسبات والكاميرات.
ورد في خطابه أيضا ان المملكة مع الحل في سوريا وانها تعمل على إخراج التنظيمات الإرهابية من هذا البلد المنكوب ،لكنه لم يقل لنا من جاء بالتنظيمات الإرهابية إلى سوريا ،ومن زودهم بالسلاح ومولهم ردا على رفض الرئيس السوري طلب القيادة السعودية منه قطع علاقاته مع كل من إيران وحزب الله وحماس. لم يتحدث العاهل السعودي عن جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي ،رغم انه الحدث العالمي الأبرز منذ اكثر من خمسين يوما،وكأن خاشقجي ليس سعوديا ،وان المتهم بقتله هو نجله محمد،وهذا بدوره لا يضفي مصداقية على خطابه ،ولا جدية في معالجة المور التي تحدث عنها مثل القضية اليمنية وحربه الشعواء على الشعب اليمني بحجة انه يحاربون إيران.
السعودية حاليا في مأزق ،فهي لم تدع دولة عربية إلا وحاولت تخريبها وفي المقدمة الجزائر عام 1992 ،وها هي تدمر اليمن وتهدد الكويت وسلطنة عمان ،وتحاصر قطر ، وتعاقب الأردن بفرض حصار مالي عليه ،وهي تعلم وضعه الإقتصادي ودوره في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالسعودية نفسها ،وتخضع لسياسات الإمارات التي ستدمرها في نهاية المطاف.
تابعوا القبة نيوز على