هل سينهي خاشقجي حرب اليمن وأزمة الخليج؟..الجواب عند أردوغان
- تاريخ النشر : 2018-10-28 15:58:16 -
القبة نيوز-لسنا من الضاربين بالرمل ،ولا من الفتاحين بالفنجان ،ولا علاقة لنا بالسحر وإستحضار الرواح ،فهذه الأمور لها أناسها الذين يتعاملون مع السذج حسب طرق تفكيرهم وقدرتهم على الحلب ،ولكننا أناس إبتلينا بقراءة الواقع وبالعقل النقدي والتمحيص والتحليل ،شأننا شأن الغواصين الذين يغوصون في أعماق البحار ويخاطرون بأنفسهم ،ومن ثم يعودون باللآليء من قعر البحر لتتزين بها صدور الحسناوات والعرائس والأميرات ونسوة القصر ..
قلنا في مقال سابق أن دم الخاشوقجي سيوقف شلال الدماء في اليمن ،وبطبيعة الحال لم يلق هذا التكهن قبولا من قبل البعض المتنطعين للعمل السياسي وربما تولوا مناصب عليا ،لأنهم إعتادوا على نمط معين من الكتابة التقريرية التي لا يجرؤ أصحابها على الإقتراب من وهج النار قيد انملة خوفا من أن تحرقهم ،أو يتم توجيه اللوم إليهم لإقترابهم منها.
أجبرتنا قضية الخاشقجي على عدم غض الطرف عن كل جديد يقال أو يعرض على هيئة فيديو،وبتنا نشعر أن العملية التي جرت في القنصلية السعودية لم تكن سرية ،وإلا كيف إنهمرت علينا المعلومات والصور وأسماء الأشخاص وحيثيات الجريمة؟عموما لم تعد هذه المسائل تهمنا ،لأننا خضنا فيها في أكثر من مقال .
ما يهمنا اليوم هو تداعيات جريمة مقتل خاشقجي،ولنعد إلى حرب اليمن ،هذه الحرب العبثية التي أمر بشنها ولي العهد السعودي مبس ،متذرعا بالخطر الإيراني ممثلا بالحوثيين ،علما ان الحوثي الكبير كان ضيفا عزيزا مرحبا به في قصور الرياض قبل نشوب الحرب في اليمن.
هذه الحرب التي مضى عليها 32 شهرا وألحقت باليمن خسائر كبيرة بشرية ومادية ،وأثقلت كاهل اليمنيين ،ولم تحقق دول التحالف أي تقدم يذكر سوى أنهم نهبوا تاريخ وثروات وآثار وأشجار اليمن وخاصة في سوقطرى،وإنكشفت فضائحهم بإستئجارهم فرق موت أمريكية وإسرائيلية لتنفيذ سلسلة من الإغتيالات في اليمن .
المتابع لهذه الحرب يجد أن المجتمع الدولي بات يضج منها ، ومن تداعياتها على اليمنيين المنكوبين أصلا ،وهناك دعوات عالمية لوقفها ،ويقيني ان الوقت مناسب الآن للضغط على القيادة السعودية المتورطة حتى النخاع ،في مقتل مواطنها خاشقجي بطريقة غريبة عجيبة وإخفاء جثته حتى اللحظة ،من أجل وقف هذه الحرب العبثية التي لم ترحم حتى أشقاءنا السعوديين على المستوى الشعبي حيث مقتل العديد من الجنود يوميا ،بينما السعودية الرسمية تعاني من فقدان هيبتها بسبب إطلاق الحوثيين صواريخهم على مدنها ومراكزها الحساسة .
أما بخصوص إنهاء أزمة الخليج ،فإن ذلك رهن الموقف التركي ممثلا بالرئيس أردوغان ،ومن الحصافة أن تكون هذه المهمة موجودة في أجندته ،وسيحقق فتحا مبينا في حال لعب عليها ،لأنه أولا سيثبت لدولة قطر أنه حليف موثوق به وهو كذلك ،وسيقدم مساعدة بمستوى الكنز للشقيقة السعودية ،لأنه سيساعدها على النزول عن الشجرة ،وينهي أزمة نحن كلنا عربا وخليجيين ومسلمين في غنى عنها .
بالنسبة إلينا فإن قضية خاشقجي كانت محسومة منذ الدقائق الأولى التي كشفت فيها خطيبته التركية عدم عودته من القنصلية ،بمعنى أن الأمر محسوم ،فالإعتراف سيد الأدلة كما يقول القانون ،وقد إعترفت القيادة السعودية بمقتله بعد طول نفي وإنكار، وقد جعلت هذه الجريمة –القضية من الرئيس التركي "بيضة القبان"،أي الطرف الذي يحسم الموقف ويقرر إغلاق الملف في حال حصل على ثمن مناسب.
الرئيس أردوغان وجد نفسه عامل الحسم ،ومن حقه فرض الشروط ،وسيلبي المعنيون وهم بطبيعة الحال القيادة السعودية والرئيس الأمريكي ترامب،وفي حال أدار السيد أردوغان اللعبة بطريقة عقلانية ،فإن أطراف اللعبة ستلبي مطالبه لأنه في حال تمسكه برأيه فإنه سيفسد عليهم كل شيء،ويقيني أن السيد أردوغان سيلعب بهذه الورقة.
تابعوا القبة نيوز على