أسعد العزوني

القبة نيوز-أول درس يمكن إستخلاصه من جريمة إختفاء الكاتب السعودي ،صنيع البلاط في بلاده جمال الخاشوقجي، الذي كان يرفض ان يطلق عليه لقب المعارض،هو أن المتمسح بالإنجيلية"المسيحية الصهيونية" الرئيس ترامب، شريك أساس في جريمة إختفاء خاشوقجي،إستنادا إلى سؤال من المستفيد؟ جاءت جريمة إختفاء خاشوقجي بغض النظر عن الحيثيات والتفاصيل ،هدية من السماء للرئيس ترامب وفي هذا الوقت بالذات ،حيث ضغوطات المحقق الخاص موللير والإنتخابات النصفية التي يعيش الأمريكيون اجواءها ،ووجدها الرئيس ترامب مثل العلكة ،وبات يدور بها من ولاية إلى ولاية ،مهينا القيادة السعودية ومسميا بالإسم ،وان عليهم ان يدفعوا وإلا كان فقدان الحكم من نصيبهم.

وآخر تقليعة فضح فيها ترامب نفسه قالها بالأمس أن السعوديين سيصرفون فلوسهم في روسيا والصين وان أمريكا التي تحميهم أحق بثرواتهم،وهنا مربط الفرس،ولن يقنع ترامب أحدا عندما ينوح ويجوح على إختفاء خاشوقجي ،لأن النائحة المستأجرة مهنة معروفة عندنا ،ويزداد أجرها كلما علا صوتها وذرفت من الدموع أكثر ،وهذا هو حال ترامب ،نائحة مستأجرة.

ومن جهة أخرى فإنني أجزم ان ترامب على علم تام بما تعرض له خاشوقجي في سفارة بلاده في إستنبول، ليس من قبيل انه يعلم بالغيب لا سمح الله ،بل لأن مستشاره الصهيوني وصهره كوشنير يرتبط بعلاقات حميمية مع ولي العهد السعودي ،المتهم بأنه أصدر أوامره بالتخلص من خاشوقجي،وبالتالي فإن هذا الكوشنير يعرف جيدا خطوات بن سلمان وهو الذي أعطاء قائمة الأمراء الأثرياء والمعارضين له ،وطلب منه تجريدهم من أموالهم وإقتسامها مناصفة معه،إضافة إلى سجنهم للحصول على تعهدات بعدم معارضتهم توليه الملك بعد أبيه.

يبدو أن ترامب الذي يصفه خصومه بالغباء ،رجل محظوظ ،فمنذ توليه الحكم في البيت الأبيض والخزائن الخليجية على وجه الخصوص مفتوحة أمامه ينهب منها ما يشاء ،وربما فاقت قدرته في الحلب ماكينات الحلب في مزارع البقر الهولندية،ولا ننسى أن أزمة الخليج منحته فرصة إضافية أخرى للحلب ،ولن ننسى بطبيعة الحال كوريا الجنوبية واليابان وأوروبا الغربية. لسنا كالعصفور الذي خدعته دموع الصياد فقال لصاحبه أن الصياد يبكي لأنه أصاب عصفورا منا ،فأجابه العصفور الآخر ان بكاء الصياد بسبب خسارته لبقية السرب،وهذا هو ترامب الذي جعل من خاشوقجي قضية متبناة بالنسبة له ،وربما يظن السذج أنه رؤوف رؤوم ،مع انه في حقيقته سفاح كبير أتقن فن الحلب بسبب عقليته الإبتزازية.

قضية إختفاء خاشوقجي بغض النظر عن حيثياتها جاءت بالكامل لصالح ترامب ،وأول الثمار إطلاق سراح القس الجاسوس واللص برونسون الذي كان يقضي فترة عقوبته جراء عبثه في الأمن التركي،لكن المستجدات الأخيرة أجبرت تركيا على الإفراج عنه،كما أن صانع القرار السعودي ومن أجل إسكات ترامب سيضطر لدفع أي مبلغ يطلبه هو وصهره شايلوك/كوشنير،ولهذا أقول ان ترامب شريك أساسي في جريمة إختفاء خاشوقجي.