الشربجي: قمة الرياض تجبر الاسلام الراديكالي على التحول الى العلمانية السياسيه و عصرنة الاسلام.
- تاريخ النشر : 2018-10-11 10:55:02 -
الشربجي : لم يتغير شيئ على العلاقات الامريكية السعودية بل عاد ترامب للمرة الرابعة يطالب السعوديه بالدفع بحجة حمايتها من طاعون الخليج إيران.
عمان - عــلا الشربجي
القبة نيوز- تحت مسمى القمة العربية الاسلاميه الامريكيه صرح ترامب امام روؤساء العالم الاسلامي ربطه لمفهوم الارهاب بالاسلام ، ولم يكتفي بمسمى الجماعات الارهابية ، بل دعا الى مواجهة صادقة لأزمة التطرف الإسلامي وجماعات الإرهاب الإسلامية التي يلهمها هذا التطرف ،
متناسيا ان امريكا هي صاحبة الفضل في صناعة إله الارهاب في المنطقة سواء كان الافغاني اسامه بن لادن ام مارد الارهاب داعش .
تحول سريع سلكته الاسلاموية في تأييدها لمحاربة الارهاب من خلال صفقة قدرت بالمليارات ، متناسية ان بعض الاسباب الحقيقية وراء نمو هذه الخلايا الارهابيه و الاسلاموية هي الفقر والتمسك بأيدولوجية بلهاء رسختها الشيزوفرينيا الغربية .
هاهي السعودية اليوم تخط سطورا جديدة في تاريخ الامة الاسلاميه ، وتغامر في اثبات قدرتها على التكيف مع العصرنة ، او انها وجدت لها مهربا من عقوبات قانون (جاستا ).
قمة كانت ام لقاء تجار ، كللت بصفقة المليارات و التي تحمل في جعبتها اكثر من الاصفار الكثيره في قيمة الصفقه ، اذ يتحتم الآن على السعوديه اثبات قدرتها على التأقلم مع الحداثة والاتجاه الى عصرنة الفكر الراديكالي ليتماشى مع النظام الترامبي الجديد ، وقد يؤدي الى تغييرات و آفاق مستقبلية للمجتمع السعودي تجر معها المنطقة بأكملها الى التبعية الامريكية .
تناست القمة العقائديون المتغلغلين في الاسلام الراديكالي الذين تحولوا بدورهم الى متوحشين جرتهم امريكا و ايران ورائهما بحجة الدفاع عن الاسلام ، كما تناست صفقة المليارات ثغرات ثورة الشعوب من فساد سياسي و قمع وبطالة وفقر ..اي تلك الانهيارات الاقتصادية التي ادت الى الانفجار .
فقد كان الاولى بتلك المليارات ان تعالج تلك الثغرات داخل المجتمع السعودي والعربي ، قبل ان تنثر تلك المليارات مقابل الاسلحة التي ستحارب شعوبا صرخت بوجه حكوماتها ، وحولها الغرب من ربيع عربي الى جماعات ارهابية داعشيه دمرت تلك الشعوب بحجة الحرية .
الاخطر من هذا وذاك ان تلك المليارات ستتقايض مع شتى انواع الاسلحة ، و هذا بحد ذاته يذكرني بميزانية اوباما لعام 2010 التي كانت تعادل حرب افغانستان والعراق ، وها هو ترامب اليوم يكمل المشوار ، ذاك الرجل الاقتصادي ، رجل التسويق ببراعة وجد لدولته ساحة خصبة لترويج بضاعته كما وعد في حملته ، فالمشتري تم تأمينه ، لكن يبقى السؤال في أي ساحة ستدوي هذه الاسلحة و الى اين ستوجه ؟؟.
هل تعني تلك الصفقة حرب جديدة قادمة الى الساحه لاختبار هذه الاسلحة ؟ اذ لا يعقل انها ستكدس في المخازن السعوديه !!
من المعروف انه لا يمكن ان تحقق الاسلاموية اي تقدم الا اذا تخلت عن راديكاليتها وسارت على نهج الحداثة الغربية في معالجتها لمشاكل المنطقة ، والتي على ما يبدو ستتفاقم اكثر بعد استفزاز ايران العدو المشترك للسعودية وامريكا ، والتي بدورها (ايران ) لن تقف موقف المتفرج والمتلقي لتجربة الاسلحة الجديدة .
لكن المؤكد ان سوريا هي الساحة المثلى بامتياز لانطلاق نتائج صفقة المليارات ، مما يستدعي دخول دول اخرى الى المشاركة في هذه التجربة وقد تكون الاردن احدى هذه الدول ، لتشارك في حرب جديدة ستشعل المنطقة و قد تكسر معها شوكة ايران و العمل على نسيان القضية الفلسطينيه و نسفها من ثقافة جيل قادم و ترسيخ ايران فقط بأنها عدو الاسلام .
و بالأخير الآلة العسكرية الامريكيه تعمل ليل نهار و تعود القوة لأمريكا ، والسيولة النقدية في الخزينة الامريكيه مع جزيل الشكر والعرفان لها من الدول العربيه .
و دراكولا امريكا يتربع على عرش امريكا بعد ان يكون قد امتص دماء العرب بكل قطرة تقطر معها خذلان لما كانت تدعى بالأمة الاسلامية العظيمة .
تابعوا القبة نيوز على