نضال الفراعنة يكتب : في "المواجهة" مع الملك.. "التعلّم والمعرفة واليقين"
- تاريخ النشر : 2018-08-19 20:38:08 -
عمان -نضال الفراعنة
القبة نيوز-في البدء أقول إن لقائي كـ اعلامي مع جلالة الملك عبدالله الثاني "تأخر كثيراً" فقد كان هذا اللقاء "أمنية" شككت كثيرا بأن تحصل بسبب إصرار مسؤولين سابقين في الديوان الملكي على "منح هذا الشرف" لأسماء محددة اعتقدنا طويلا بما في ذلك "أهل المهنة" أنه لا يوجد صحافيين سواهم في الأردن.
في العمق أستطيع القول إنني "حزنت" بعد اللقاء وتمنيت أنه لم يحصل، لأنه بمجرد انتهاء اللقاء يعرف الإنسان تماما "الفارق المُرْعب" بين ما يُفكّر به جلالة الملك ويؤمن به، وبين ما نرتجله نحن مواطنين وحتى صحافيين من معلومات وقصص تبدو بعيدة تماما عن الواقع، فيما شكّل اللقاء بالنسبة لي محطة ثابتة ل"التعلّم والمعرفة"، و"الإيمان"، عدا عن أنه شكّل "فرصة للمواجهة" مع الملك، علما أنه في دول أخرى يمكن القول إن "لفظة مواجهة مع الملك" قد ترسل صاحبها "إلى ما وراء الشمس"، لكننا في الأردن واجهنا "سيدنا" بما لدينا من "مخاوف وأمنيات" ولم نجد منه إلا الاستماع والصبر والتفهم، وأيضا "ابتسامة الهاشمي" حينما يأتي دوره ل"الرد والتوضيح".
ب"أدب جمّ" و"تواضع آسر"، يمضي الملك في حديثه مع الصحافيين متنقلاً من "محطة إلى محطة"، ومن "ملف إلى ملف" من دون أن ينسى "التفاصيل كاملة"، فقد أثبت للجميع عملياً أنه لم يغب عن أي "حدث أو جدل" في الأردن، وأنه يتابع "أدق التفاصيل"، وأنه غالبا لا ينتظر سماعها من أي مسؤول، إذ ألمح الملك –كما بدا لي- أنه يعتمد على "طبقة ثقاة" ينقلون له "أصغر الهمس"، وينقلون إليه "وجع الناس" –كما هو من دون رتوش-، فقد استخدم الملك "الأسماء الثلاثية" لمواطنين أمر بمساعدتهم بعد أن تقطّعت بهم السبل، وفي هذا "كرم وصبر وذكاء.. وحنان ملكي".
نبدأ من ديوانه..
يومئ الملك إلى رئيس ديوانه "الشاطر أبو حسن" الذي استجاب ل"رأي ورؤية الملك" بفتح أبواب الديوان العامر أمام كل الأردنيين من دون استثناء، يومئ بنظرة أخرى إلى "أبوحسن" مع "عبارة حانية": "بدي الديوان يظل مفتوح للكل"، ولم يرد يوسف العيسوي "الشهم والمؤدب" بأكثر من "ترنيمة ولاء" هازاً رأسه، إذ بقي العيسوي مُتقّد الذهن، وهو يعمره كل هذا "الرضى الهاشمي" الذي أشك أن رئيسا سابقا للديوان قد ناله.. العيسوي من جهته مرّر "نظرة شكر" إلى فريقه العامل بصمت وتضحية وإيثار فمن مدير مكتب جلالة الملك والمستشار الخاص منار الدباس مرورا بقيس أبودية رئيس التشريفات الملكية، مروروا ب"المواطن النقي" غيث الطراونة، الذي بدا واضحا وجريئا وهو يحاول تقديم "خطاب إعلامي مختلف عن الملك والديوان".
نصل إلى عمر الرزاز
باختصار شكّل الملك "حائط صدّ" عن رئيس حكومته الدكتور عمر الرزاز، حينما سعى بعض الزملاء ل"تقييم مبكر" لتجربته" الملك قال إنه سيعطيه فرصته كاملة من دون نقص، وأنه لن يسمح لأحد بالتشويش عليه، وأنه يجب أن يعمل في "ظرف آمن"، مؤكدا أنه يتابع أداء الحكومة، وأنه راضٍ عنها بالقدر الذي يرضى به عن مجلس النواب.
..في محنة الفساد
يضطر الملك لأن يكاشف حضور مجلسه من الصحفيين بأن الفساد ليس ضمن "المستوى المُروّع" الذي صوّره ناشطون وصحافيون للرأي العام وللمواطن البسيط، مؤكدا أن أي فساد في الدنيا يحتاج إلى "تحقيقات واتهامات ومُحاكمة وإعلان أحكام" لافتا إلى أن الجهات المسؤولة فتحت تحقيقا، وجاري فحص أوراق القضية، وصولا إلى محاكمة، متسائلا عن "الغرض أو الغاية" من الطعن في ذمة مسؤول، و"اغتيال مبرمج لشخصيته" من دون أي تحقيق ومن دون أي اتهام، وهنا يتحدث الملك بمرارة عن اطلاعه الدقيق على كل ما يُثار بشأن قضية الدخان، قبل أن يُشدّد بكلمات واضحة لا تقبل أي تأويل بأنه "لن يسمح بأن تُغتال شخصية أي مسؤول" لمجرد أن أحدهم قرر أن يتسلى على منصات السوشيال ميديا ب"سمعة أو ذمة" شخص يتولى المسؤولية العامة.. هنا الملك ظهر فعليا وهو يحرض الصحافيين على نشر كا ما يعرفون عن قضايا الفساد لكن في "إطار قانوني" لا يظلم أحداً، ولا يُسيء إلى "سمعة الناس".. أتذكر أن الملك كرر عبارة "كسر ظهر الفساد" يبدو أنه "نهج ملكي لا عودة عنه".
.. الجيش يا حيّا الله
تلمع عينا الملك وهو يلفظ مفردة "الجيش" فهذه المؤسسة العريقة عدا عن أنها "مصنع للرجال" فهي شكّلت "الحاضنة والمظلة" للملك منذ أن انتسب إليها شابا فيما "الشيب "يُهاجِم اليوم رأسه بضراوة، ففي هذه المؤسسة لم يلق أي خطوة لأنه "ابن المعلم"، بل أن الراحل العظيم الملك حسين بن طلال كان يتصل سراً بالقادة العسكريين ليطلب منهم أن يقسوا عليه، وأن يزيدوا الأعباء عليه في مسعى لقياس "قدرته على التحمّل".
في اللقاء مع سيدنا فإن الملك "تنبهه مشاعر شتّى" وهو يتحدث عن تضحيات وإيثاء وفداء رجال الجيش العربي في الملمات الوطنية والمحن.. قال الملك إن أداء الأجهزة الأمنية "بيرفع الراس"، وأنه على تواصل مع القادة الأمنيين وأنه يثمن حرصهم على أن ينام الأردني أميناً على "أرضه وعرضه"، دون خوف، ومهما بلغت التضحيات والشهداء.. قبل أن تلمع عيني الملك مجددا وهو يستذكر "كوكبة الشرف" التي سقطت في السلط والكرك وهي تهب الأرواح رخيصة فداء للأردن الغالي.. أتذكر أن العبرات خنقت الملك، وأظنه بكاهم ويبكيهم هناك في "خلواته الخاصة" فهو "رفيق السلاح" الذي "ما خان ولا لان".
عن "قدس الأقداس"
في اللقاء أو المواجهة مع سيدنا يستخدم جلالة الملك قاعدة "خير الكلام ما قلّ وشلّ" وهو يُسأل عن القدس وفلسطين، إذ يقول الملك إن الأردن ليس مضطراً أبدا لأن "يُكذّب أي رواية أو معلومة" ينضح بها "إعلام أحدهم أو أكثر"، مُشدّدا على ضرورة مراجعة كل الخطابات الأردنية تجاه فلسطين والقدس فإن أحدا لن يجد "فارقاً واحداً" بينها، وهذا الذي يُغيط البعض من ثبات الموقف الأردني الذي لم يتزحزح أبداً.. أبداً.
..عن الملك مرة أخرى
أستطيع القول ب"ضمير مرتاح" إنني "دخلت خائفا وخرجت مطمئنا".. وأقول أكثر أن الله عز وجل قد استجاب لدعاء الأردنيين بأن يرزق الملك "البطانة الصالحة".. هنا أتحدث بحب واحترام عن العيسوي ومنار وقيس وغيث.. وكل من له صلة بفتح باب الملك أمام الأردنيين
.. الله يقويكم.. ويحمي بلدنا وسيدنا.
تابعوا القبة نيوز على