مؤتمر مكة لدعم الأردن.. الهدية على قدر مهديها
أسعد العزوني
القبة نيوز- أبسط ما يقال حول مؤتمر مكة لدعم الأردن الذي دعا له على عجل العاهل السعودي الملك سلمان،هو أن"الهدية على قدر مهديها"،و"تمخض الجبل فولد فأرا ميتا"،فالمبلغ الذي أقره المؤتمروهو 2.5 مليار دولار، لا يوازي حجم الأردن ومواقفه تجاه من كان يظنهم أنهم أشقاؤه في الخليج،الذين يفتحون خزائنهم على مصراعيها للفرنجة كي ينهبوا ما يشاؤون ،لكنهم يقترون على الأردن الذي يقدم لهم الخدمات التي لا تحصى ،ويحمي حدودهم ويمنع عنهم البلاوي "المخدرات".
ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد قدم الخليج مبلغ 60 ملياردولار للرئيس السيسي بمصر ،دعما له ومكافأة له لأن يداه أوغلتا في دماء الإخوان المسلمين ،بعكس جلالة الملك الهاشمي الوريث الشرعي والوحيد للهاشميين في بلاد الحجاز الملك عبد الله الثاني،الذي لم تنزل في عهده نقطة دم واحدة في الأردن ،رغم تعرضه لنفحات "الخريف العبري" الذي خططت له الصهيونية وموله البترودولار العربي خدمة للصهيونية، وتمهيدا لصفقة القرن التي نتعرض لنفحاتها منذ مجيء المتمسح بالإنجليكانية والجمهوريين الرئيس المتأرجح دونالد ترامب، الذي حلب من السعودية لوحدها في سويعات 500 مليار دولار ،علاوة عن الهدايا الضخمة والثمينة التي لحقته بالبحر لعجز طائرته عن حملها ،كما أن حفلة رقصة السيف التي نظمت له كلّفت 750 مليون دولار،وتم التبرع لصندوق زوجته الخيري بمبلغ 100 مليون دولار ،والله وحده يعلم كم تقرر منح إبنته إيفانكا زوجة اليهودي كوشنير التي سحرتهم. هذا المبلغ الضئيل ومقداره 2.5 مليار دولار كان بإمكانهم تحويله بكبسة زر للأردن ،لكنهم وكما هي عادتهم في البهرجة الإعلامية طنطنوا كثيرا وعولموا الخبر واوحوا للرأي العام العالمي انهم سيعقدون مؤتمرا على مستوى القمة لإنقاذ الأردن من أزمته الإقتصادية التي هم جزء كبير من أسبابها ،ولكنهم أخفوا عن الجميع ان الهدف من هذا المؤتمر هو الضغط على الأردن ممثلا بقيادته الهاشمية التي تمردت على توجهاتهم التي ستلحق الضرر بالأردن اولا ،وآثر عدم الإنخراط في مؤامراتهم وهي الإنخراط في حرب اليمن العبثية وغزو سوريا وحصار قطر وتأييد صفقة القرن والتنازل لهم عن الوصاية الهاشمية على المقدسات.
نحن عروبيون نعم والهواشم أصل العروبة كونهم سادة مكة المكرمة التي عقد فيها مؤتمر خدعة الأردن ،ولنا أراض محتلة في الحد الجنوبي من الأردن ،والإرث الهاشمي في مكة هو لنا بطبيعة الحال ،ومع ذلك لن نقبل أن نكون المطية لهم كي يحققوا أهدافهم التآمرية، ونعمل على إنجاح ومباركة تحالفهم النجس مع الصهيونية ومستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ،ولن يكون فقرنا هو الضاغط علينا . يخطيء من يظن أن الحراك الأسطورة الذي شهده الأردن كان فقط ضد مشروع قانون الضريبة، بل هو في معظمه ضد تبعية الأردن الرسمي للحلف التقليدي الذي أفقر الأردن وها هو يضيق الخناق عليه لصالح مستدمرة إسرائيل،وإن كانوا يجهلون طبيعة الأردني ،فإننا نقول لهم أن شوارعنا مستعدة لإستقبال الطبعة الثانية من الحراك مع إجراء تحسينات وإضافات ثورية عليه ،وهناك من مواطنينا من يعرف وجهته ،ولا نقول أن الوجهة مستدمرة إسرائيل هذه المرة .
ما لا يعرفه الخصوم الذين تحالفوا مع مستدمرة إسرائيل وهي فكرة صهيونية على الورق ،ووقعوا بالتنازل عنها حسب رغبة بريطانيا العظمى وكفيلهم آنذلك المندوب السامي السيثر بيرسي كوكي،أن جلالة الملك الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين الذي تعرض جده الشريف الحسين لمؤامرة من قبلهم ،شاركت فيها بريطانيا وتم طرده وأولاده من مسقط رأسه مكة المكرمة، التي كان الهاشميون سادتها وكرمنا لله جميعا بأن أرسل لنا خاتم النبيين والمرسلين من الهاشميين ،ليس وحده ولا هو منعزل عن شعبه أو منبوذ من قبله ،بل هو مدعوم من كل الشعب الأردني ،ونحن قادرون على حمايته بأرواحنا ،ونحن ندعمه كي يخرج من هذا الحلف الصهيوني القميء،بعكس أوضاعهم فهم منبوذون من قبل شعوبهم ،وتحميهم القوات الخاصة الأمريكية ومرتزقة بلاك ووترز والقوات الخاصة الإسرائيلية.
بقي أن نقول أننا نعتب على التحالف الآخر الذي يحظى بمحبة الشعب الأردني ،لأنه لم يبادر لدعم الأردن وتخليصه من ضغط تحالف صفقة القرن ،ومع ذلك نقول ان على الأردن الرسمي أن يكسر الجرة ويخرج من عنقها ويعلن تحالفه مع الشرق فهناك كل الخير.