ارحل يا ملقي الآن فقد فار التنور وبدأ الطوفان
- تاريخ النشر : 2018-06-04 09:15:44 -
محمد سلمان القضاة
القبة نيوز- إِذَن، لقد بدأ الطوفان بعد أن فار التنور، فهل هذا هو مصير هذا الشعب الأردني الأبي الكاظم الغيض والصابر على المُر والقابض على الجمر، في ظل حكومة الأخ الباشا مهندس هاني الملقي رئيس الوزراء في الحكومة العادية غير المنتخبة في المملكة الأردنية الهاشمية!
نسوق هذا التقديم والتساؤل للتعبير عن هذا المخاض الشعبي الذي بدأ يعكس واقع الحال في ربوع الوطن الغالي، المملكة الأردنية الهاشمية، وذلك بالرغم من أن حكومتي، حكومة الظل الأردنية، كانت قد وجهت النصيحة تلو الأخرى ولوّحت بالتحذير تلو الآخر للأخ الباشا مهندس الملقي، بوصفه الوظيفي وبشخصيته العامة ولأنه كان مؤتمنا على الكثير من مقدرات الأمة.
بيد أن الملقي أصر إلا أن يلقي بكل السياسات الحكيمة التي أهدته إياها حكومتي، وذلك بحكم حرصها الصادق على سلامة هذا الوطن الغالي على قلوب الجميع وحرصها على استقراره، لكنه ضرب بكل النصائح والتحذيرات عرض الحائط. فلقد أوصيناه أن لا يعبث بأسعار المحروقات ولا بأسعار المواد الضرورية الأخرى، لكنه كان بها من العابثين والمستهترين، برغم زعمه أنه جهابذة الاقتصاد والإنتاج.
قلنا لك يا أخي الملقي باسم الشعب الأردني أن لا تقترب حكومتك غير المنتحبة من أسعار الخبز، بوصفه قوت المواطن وبوصفه خطا شديد الاحمرار، لكنك أصررت إلا تقطع هذا الخط الأحمر غير هيّاب ولا آبه لكرامة هذا الشعب الأردني الأبي الكاظم الغيض والصابر على المُر والقابض على الجمر، فكانت هذه النتيجة التي تراها الآن في الشارع في كل أنحاء وربوع الوطن الغالي، وذلك برغم ادعائك أنك من دهاة السياسة وهندسة النظم والصناعة.
كنا قد حذرنا حكومة الملقي من خطورة اقترابها أكثر، من لقمة الخبز بوصفه خطا أحمر مشتعلا، لكنه أبى واستكبر. فماذا كانت النتيجة، غير الاحتقان تلو الاحتقان وغير تراكم الصبر فوق الصبر، حتى يكاد الوضع يوشك على الانفجار الكبير.
رئيس الوزراء في الحكومة العادية غير المنتخبة قفز هذه المرة من فوق الأسوار منتهكا حرمات المنازل الآمنة بشعللة الضرائب والأسعار، مفاجئا الكبار ومروّعا الأطفال والصغار، قفز قفزة لا يجرؤ على مثلها الأشرار من كبار القمعيين والمستبدين عبر التاريخ.
إنها ضريبة الدخل التي يريد أن يشرعنها بقانون. ضريبة الدخل هذه بوصفها المتداول، ستكون الشعرة التي تكسر ظهر البعير الأردني. والأغرب أن كل أسرة من الأسر الأردنية الباسلة صار لها فهمها الخاص لهذه الضريبة، فاسمع يا رعاك الله لما تُسديه إليك حكومتي هذه المرة أيها الملقي، باسم الشعب الأردني الأبي الكاظم الغيض والصابر على المُر والقابض على الجمر.
فالآن يقول لك الشعب الأردني أيها الملقي أن بادر للاعتذار للشعب الأردني وبادر إلى الرحيل الفوري غير مأسوف على كل الفترة التي قضيتها في التفنن بفرض الضرائب ورفع الأسعار وشعللتها، غير مبال لتدهور الأحوال الاقتصادية في البلاد، حتى بدا وكأنك تأتمر لهلوسات المجهول أو تصغي لنزغات الشياطين أو ترقص على إيقاع إيماءات أيادٍ خارجية.
ولقد كانت حكومتي، حكومة الظل الأردنية قد رفعت رسالة مفتوحة مطوّلة سابقة إلى لدن المقام السامي لجلالة الملك عبد الله الثاني، القائد المحبوب يحفظه الله ويرعاه، شارحة فيها مدى تردي أحوال الشعب الأردني الأبي الكاظم الغيض والصابر على المُر والقابض على الجمر، ومناشِدة جلالته بإقالة حكومة الأخ الدكتور عبد الله النسور، وقد حصل.
واليوم ها هي حكومتي ترفع من جديد إلى لدن جلالته مناشدة إياه بأن يقيل حكومة الملقي على الفور، وتناشد جلالته باسم الشعب الأردني المحب لملكيه والمخلص لقائده بأن يسحب قانون ضريبة الدخل سحبا نهائيا، وأن يُلقي خطابا للشعب الأردني الأبي الكاظم الغيض والصابر على المُر والقابض على الجمر يطمئنهم فيه على حاضره ومستقبله ومستقبل الأجيال القادمة.
وأما في المجال السياسي المحلي والإقليمي والدولي وعلى النطاق الأوسع، فيبقى القول إنه لو تسنى لحكومتي، حكومة الظل الأردنية تولي زمام الأمور في هذ الوقت العصيب على شكل حكومة إنقاذ، لكانت بادرت إلى عقد اتفاقية دفاع مشترك مع تركيا الصديقة، بحيث تَنْشَأُ قواعد عسكرية تركية برية وجوية وبحرية على الفور، ويكون معظمها في جنوبي المملكة الأردنية الهاشمية، ثم لرفعت حكومتي مستوى التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر الشقيقة على الفور أيضا ودون تردد، وذلك كله بسبب ما تتطلبه هذه المرحلة التاريخية الحرجة، وتعالوا نعترف أن أشعة الشمس تمر حقا من ثنايا الغِربال.
ثم لماذا أيها الأردنيون لا نفتح الباب للجارة الصديقة إيران، فإيران الآن تعتبر صديقا لا عدوا، وإذا ما انتظم النسيج الأردني التركي الإيراني، فلا يبقى سوى التسلّح بمنظومة صواريخ إس400 الروسية. وهنا تأتي حِنكة القائد المحبوب عبد الله الثاني، وساعتها نقول لمن يريد أن يعبث بمقدرات وثوابت واستقرار الوطن الغالي المملكة الأردنية الهاشمية، "فشرت عينك"، كائنا من تكون. وأما لرئيس الوزراء في الحكومة العادية غير المنتخبة هاني الملقي، فيقول له الشعب الأردني ارحل يا ملقي ارحل الآن، فقد فار التنور وبدأ الطوفان.
هذا، والله من وراء القصد، والله ولي التوفيق وليحفظ المولى جلالة الملك عبد الله الثاني في الحل والترحال، وفي كل خطوة يخطوها.
خادم الملك والوطن والأمة والشرائح الصامتة من المغلوب على أمرهم من الشعب الأردني الأبي.
تابعوا القبة نيوز على