"الأعدقاء" قلبوا للأردن ظهر المجن
- تاريخ النشر : 2018-06-02 22:24:38 -
أسعد العزوني
شخّص الشاعر العباسي أبو نؤاس الحالة المشتعلة الراهنة في الأردن ببيت شعر بليغ هو: "دع عنك لومي فإن اللوم إغراء xوداوني بالتي كانت هي الداء"،ولم يقصد الأردن بطبيعة الحال،ولكن التشابه قادنا للربط وفق نظرية القياس والتطبيق،وقد أبدع ابو نؤاس الفيلسوف والشاعر الإسلامي العباسي في الوصف والخروج بحلول للأزمات التي وقع فيها ،ومنها "قوله لزوجة الخليفة المنصور مجيبا على سؤال وجهته له يتعلق بمعضلة لا مجال لذكرها هنا ،وكان جوابه "العين الثانية "وقد فهمت زوجة الخليفة ما كان يرمي له وإقتنعت بكلامه. نعود لموضوعنا وما قاله أبو نؤاس في علاج الحالة ،أن الدواء من جنس الداء،ونحن في الأردن نعرف تشخيص دائنا ،ولكن علينا إستخدام العلاج الصحيح وهو من جنس الداء،حتى نشفى مما نحن فيه ،ونسجل للتاريخ أننا لسنا حالة رخوة في المنطقة بل نحن الرقم الصعب ،لأن الله سبحانه وتعالى أكرمنا بأن جعلنا أهلا لأرض الحشد والرباط ،ومهمتنا هي تصحيح الخطايا التي إرتكبها البعض بحق فلسطين ،وها هو التاريخ يفضحهم يوميا وآخر فضائحهم أنهم هم الذين ورطوا السادات في معاهدة كامب ديفيد ،وهم الذين رعوا المفاوضات المصرية –الإسرائيلية التي ألحقت الضرر بالمحروسة مصر وأخرجتها من ساحة الصراع لينفرط العقد العربي وننكشف جميعا أمام الأعداء. الداء الذي يعاني منه الأردن هو أن تحالف صفقة القرن "الأعدقاء"تخلوا عنها بدءا من مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية النووية الإرهابية ،التي تعمل جادة على شطب الأردن الرسمي ،وإنتهاء بالحكم السعودي الذي إنحاز علانية وبشكل سافر لمستدمرة إسرائيل ،ويعمل على شطب الأردن الرسمي أيضا والضغط عليه للتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،وقد حاصره ماليا ،وها هو يؤلب الرئيس المتمسح باللإنجيليين والجمهوريين ترامب على الأردن الرسمي ،وهذا ما جعل ترامب يغرد بحنجرة سعودية أن الوصاية على المقدسات في القدس لمستدمرة إسرائيل. أما بالنسبة للدواء الذي يتكفل بالقضاء على الجرثومة التي يعاني منها الأردن الرسمي والشعبي على حد سواء ،فهي إتباع نصيحة أبو نؤاس وهي الإبتعاد عن اللوم وإستخدام نفس الحالة المرضية في العلاج ،بمعنى أن تحالف صفقة القرن الذي تخلى عن الأردن وبدأ يضغط عليه لتحقيق إنفجار شعبي يطيح بالقيادة ،قد خرج عن المنطق ولم يعد يلعب اللعبة على أصولها ،وبالتالي فإن الأردن الرسمي مؤيدا ومحميا من الأردن الشعبي ،أصبح له الحق أن يمارس نفس اللعبة ويلعب بنفس الطريقة ما دام هدفه حماية ذاته ومصالحه وشعبه. يستطيع صانع القرار في الأردن وهو قادر على ذلك بحنكته وفهمه للصراع ،أن يوجه صفعة ترافقها صفعات لكافة أعضاء صفقة القرن المتصهينين الذي يشكلون حالة المراهقة السياسية ،ويقبعون تحت خطر الزوال إما قتلا أو في السجون ،وها هو رمزهم ترامب يتأرجح بإنتظار ضربة المحقق موللير القاضية . تتمثل هذه الصفعة بإعلان إلغاء معادة وادي عربة مع مستدمرة إسرائيل وإستدعاء سفيرنا من تل أبيب وطرد السفير الصهيوني من أرض الحشد والرباط ،وإعادة تموضع جيشنا العربي على الحدود مع فلسطين ،مع إرسال وفود محنكة إلى كافة دول العالم لشرح الخطوة الأردنية ،على أن نكون قد أنجزنا إتفاقيات مع خصوم تحالف صفقة القرن وهم إيران وروسيا الإتحادية والصين وكافة الدول التي كان محرما على الأردن التعامل معها . هذه الخطوة الجديدة ستقوي الأردن وتعزز صموده ،وستكون العلاقة مع طهران قائمة على الإحترام المتبادل ومراعاة المصالح المشتركة ،وستعود هذه العلاقات على الأردن بالخير الوفير ،لأن طهران ستفي بتعهدها بدعم الأردن إقتصاديا وبتزويده بالنفط المجاني ،ولا مانع من تطبيق سياسة "عدو عدوي صديقي"علما ان إيران ليست عدوتنا ،فعدونا هو من خدمناه وغدر بنا . ربما يقول ساذج أن امريكا وتحالف صفقة القرن سينفذون إنقلابا في الأردن ،وهذا محض تهيؤ ليس إلا ،لأن الشعب الأردني بكافة منابته وأصوله سيكون الدرع الحامي لجلالة الملك عبد لله الثاني بن الحسين ،وسيثبت للعالم أجمع ان الحاكم الذي يتدثر بشعبه يصعب على أي قوة في العالم تجاوزه..لنجرب!!!!!!!!
تابعوا القبة نيوز على