نضال أنور المجالي يكتب...عذراً أمانة عمان.. المعلاق يُباع بـ "خيط الملاحف"!
بقلم: الكاتب نضال انور المجالي
معلاق "فرانكشتاين".. حين تصبح الرقابة في إجازة خياطة!
قررتُ، والقرارُ في بلادي شجاعة، أن أشتري "معلاقاً" بلدياً. توجهتُ إلى محلات اللحوم المحيطة بمسلخ عمان، وفي جعبتي هيبة مواطن الذي لا يُشق له غبار في كشف التمويه، لكنني لم أكن أعلم أنني دخلت "أتيليه" للأزياء التنكرية، وليس سوقاً للحم!
بورصة المعاليق: السعر حسب "كاريزما" الزبون
دخلت المحل الأول، سألت عن السعر، فأعطاني رقماً جعلني أتحسس جيوبي وأتأكد أنني أشتري معلاق خروف وليس "تيربو" طائرة. انتقلت للمحل المجاور، فإذا بالسعر يهبط فجأة وكأننا في موسم التنزيلات العالمي. الفرق بين المحل والآخر ليس قروشاً، بل هو "قفزة مظلية" كاملة الأركان. يبدو أن تسعيرة المعلاق في غياب الرقابة تخضع لنظرية "قديش معك بنبيعك".
المفاجأة الكبرى: "معلاق مجمّع تجميع"
وحين وقع الاختيار، واقتربتُ لأفحص "البضاعة"، اكتشفتُ أنني أمام عملية جراحية معقدة. المعلاق يا سادة ليس قطعة واحدة كما خلقه الله، بل هو "تجميع" محلي بامتياز:
الكبدة من خروف "مغترب".
القلب يبدو أنه كان يعاني من الوحدة فاستعاروه من ذبيحة أخرى.
الرئتان (الفشة) لا علاقة لهما بما سبق.
والمصيبة الأكبر، أن هذا الكوكتيل اللحمي ليس ملتحماً بالقدرة الإلهية، بل هو "مخيط" بـ خيط ملاحف متين! نعم، خيط ملاحف أبيض وسميك، وكأن القصاب قد أمضى ليلته في دورة "خياطة وتطريز" ليقدم لنا معلاقاً بنظام "القطع المتناثرة".
أين الرقابة؟
سؤالي لفرق الرقابة في أمانة عمان ووزارة الصحة: هل تحولت مهنة القصابة إلى "خياطة وتفصيل"؟ وهل أصبح المعلاق يُباع "ستوك" (قطع تجميع)؟
إن ما يحدث في محيط المسلخ يحتاج إلى "إعادة ضبط مصنع".
فالمواطن الذي يذهب ليشتري قطعة لحم، لا يتوقع أن يحتاج إلى "مقص خياطة" ليفكك شيفرة المعلاق قبل طبخه. نحن نشتري غذاءً يا ناس، وليس "لحافاً" محشواً بالكبدة!
















