الجندي ... له من اسمه نصيب
الجندي ... له من اسمه نصيب
بقلم : الدكتور فواز سويلم أبوتايه
اختار مدير المخابرات العامة اللواء عدنان الجندي السير على خطى والده وجده من خلال انخراطه بالعمل في المؤسسة العسكرية ، التي قضت فيها عائلته عقودا من الزمن الذي شهد أحداثا وتحديات ومتغيرات ، كانوا فيها شاهدي عصر على ولادة النواة الأولى للدولة الأردنية بقيادة الهاشميين من آل البيت الأطهار .
فوالده المرحوم اللواء عصام الجندي يعتبر من أبرز القادة المشهود لهم بالكفاءة والإخلاص والعمل ، وجده المرحوم أحمد صدقي باشا الجندي من مؤسسي الجيش عام 1921، وكان يحمل الرقم 19 ، وعمل رئيسا لأركان الجيش وكبير مرافقي الملك عبد الله الأول ، تخرج عدنان باشا الجندي عام 1985 من جامعة مؤتة (كلية الشرطة الملكية سابقاً) ، وفور تخرجه التحق بالعمل فى جهاز المخابرات مع 13 من دفعته من الكلية ، وتقلد اللواء الجندي من قبل عدد من المناصب القيادية فى جهاز المخابرات العامة من قبل أن تتم إحالته الى التقاعد وترك الجهاز الذي عاد إليه من جديد مديراً له ، وبرؤية جديدة تأتي وفقا لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ، الذي وضع فيها اللواء الجندي رسالة جلالة الملك التي وجهها له بمناسبة تعيينه مديرا لجهاز المخابرات العامة منهجا وخارطة طريق للمرحلة القادمة التي تتطلب خطة عمل دقيقة ومرنة ، لمواجهة الظروف والأوضاع المضطربة والتحديات المحيطة ، والحرب على الإرهاب والتصدي له بكل أشكاله ، وهذا ما يجعل اللواء الجندي رجل المرحلة باقتدار لما يمتلكه من سيرة ذاتية مميزة ، وخبرات كبيرة سواء إدارية وقيادية في التعامل مع الكثير من الملفات الأمنية والسياسية بأمانة واحترافية .
في ضوء المتغيرات والأحداث المتسارعة والثورة التكنولوجية السريعة والمتطورة ، أصبحت الدول التي تعاني من التهديدات التي تشكلها العصابات الإرهابية ، بحاجة إلى مدخل مهيكل لإدارة الأزمات التي تواجهها وهذا يتطلب معرفة هذه الدول بمكامن قوتها ونقاط ضعفها والتهديدات الي تواجهها ، الأمر الذي أعطاه اللواء الجندي الأهمية القصوى ، من خلال التحسين المستمر في تطوير عمليات جهاز المخابرات العامة ، وتطوير قاعدة جمع المعلومات التي تعطي السبق في مواجهة الأزمات والتصدي لها .
يعتبر جهاز المخابرات العامة من الأجهزة التي ساعدها تاريخها في التعامل مع الإرهاب والتصدي لكافة أشكاله ، ليكون مرجعية للعديد من أجهزة الدول الاستخباراتية حول العالم ، لما يمتلكه من خبرة وكفاءة ودقة في التعامل مع المعلومات ، و التي حرص اللواء الجندي منذ تولي مسؤولياته على تطوير قدرة الجهاز على التكيف وفقا للبيئة المحيطة ، من خلال تركيز اهتماماته بالثقافة القائمة على المرونة واللامركزية ، والتي ساهمت بشكل كبير في صياغة طبيعة علاقات المنتسبين داخل وخارج الجهاز ، وطريقة عملهم مع بعضهم البعض مما زاد من الشعور بالهوية الوطنية التي تتطلب بذل الجهود للحفاظ على الأمن الداخلي وحمايته من التهديدات الخارجية .والتركيز على بناء القدرات من خلال تطوير المهارات وتبادل الخبرات والمعلومات وتطوير شبكة الإرتباطات المتوافرة لبناء جهاز قادر على إعطاء نتائج فعلية في إدارة الأزمات ، فاللواء الجندي من الشخصيات الأمنية الجديرة بالاهتمام والمتابعة ، فهو من الضباط المعروفين بتحمل ضغوطات العمل لساعات طويلة طيلة خدمته وارتباطه بعلاقة طيبة مع كافة العاملين في جهاز المخابرات العامة الأمر الذي خلق حالة من الثقة في الجهاز للمرحلة القادمة التي تقوم على أساس المعرفة ، وتطوير العمليات والاتصال ، وتوليد البدائل الاستراتيجية وفهم البيئة التي تساهم في التنبؤ بالأحداث المتوقعة وسبل التصدي لها وإدارة أية أزمة طارئة بفعالية وهذا يسهل اتخاذ القرارات وتجنب المخاطر .
إن التعلم من تجاربنا الذاتية ونبذ خلافاتنا واتباع الاساليب الحديثة والتعلم المستمر والمحافظة على منجزات الدولة وحرصنا على القيام بواجباتنا ، يؤسس لمفهوم الدولة الحديثة التي تناولها جلالة الملك بالأوراق النقاشية الملكية والتي تؤسس لدولة القانون القائمة على سيادة الدولة واحترام القوانين وتكافؤ الفرص والتعليم المستمر وتوفير الامكانات المتاحة لقطاع الشباب الذي يعتبر الركيزة في عملية التنمية ومكافحة الغلو والتطرف والارهاب ضمن مجتمع متعايش ومتسامح تنطلق رسالته من رسالة عمان عاصمة المحبة والسلام والتي تتطلب تعاون الجميع في كافة مواقع المسؤولية لأن كل منا كالجندي -- له من اسمه نصيب .
حفظ الله الوطن ---- حفظ آلله القائدوالمعلم ....