"الملك عبد الله الثاني يتصدى لمخططات التهجير: رسالة حاسمة لترامب والعالم"
![الملك عبد الله الثاني يتصدى لمخططات التهجير: رسالة حاسمة لترامب والعالم](/assets/2025-02-12/images/17_news_1739355599.png)
القبة نيوز - بقلم الباحث الأكاديمي د . مهدي المراعية
بعد لقاء جلالته الأخير مع الرئيس ترامب في واشنطن، شدد جلالة الملك عبد الله الثاني على موقف الأردن الراسخ والرافض لأي محاولات تهجير قسري للفلسطينيين، مؤكداً أن هذا الأمر يتعارض مع القانون الدولي والمبادئ الإنسانية. كما أوضح جلالته أن القضية الفلسطينية ليست مجرد أزمة إنسانية، بل قضية سياسية تتطلب حلاً عادلاً ومستداماً يستند إلى حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
تحركات دبلوماسية مكثفة
لم تقتصر جهود الملك عبد الله الثاني على التصريحات العلنية، بل امتدت إلى تحركات دبلوماسية مكثفة مع القادة العرب والدوليين، بهدف تشكيل موقف موحد ضد أي مخططات تهجير أو تغيير ديموغرافي قسري للفلسطينيين. كما أكد جلالته أن الأردن، بحكم وصايته الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، سيظل مدافعاً عن حقوق الفلسطينيين، ولن يسمح بأي حلول تتجاوز إرادتهم الوطنية.
دعم إنساني ملموس
إلى جانب التحركات السياسية، أعلن الملك عبد الله الثاني عن مبادرة إنسانية تهدف إلى استقبال 2000 طفل فلسطيني من قطاع غزة لتلقي العلاج في المستشفيات الأردنية، في خطوة تعكس التزام الأردن بالتخفيف من معاناة الفلسطينيين ودعمهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهونها. وقد لاقت هذه المبادرة ترحيباً واسعاً، باعتبارها دليلاً عملياً على دعم الأردن للشعب الفلسطيني في ظل التحديات الراهنة.
رفض التوطين وتأكيد السيادة الفلسطينية
منذ سنوات، كان الموقف الأردني واضحاً في رفض أي مشاريع تهدف إلى توطين الفلسطينيين خارج وطنهم، وهو ما أعاد جلالة الملك التأكيد عليه خلال لقائه مع الإدارة الأمريكية، محذراً من العواقب الوخيمة لمثل هذه السياسات على الأمن والاستقرار الإقليميين. كما شدد جلالته على أن أي حلول تفرض على الفلسطينيين دون موافقتهم، لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوترات والصراعات.
رسالة واضحة للعالم
بهذه التحركات، وجه جلالة الملك عبد الله الثاني رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الأردن لن يكون طرفاً في أي مخططات تستهدف حقوق الفلسطينيين، وأنه سيواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان عدم المساس بحقوقهم التاريخية والمشروعة. كما أكد جلالته أن الأولوية اليوم يجب أن تكون إعادة إعمار غزة، وتحقيق تسوية سياسية عادلة تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ختاماً
في ظل المتغيرات المتسارعة في المشهد السياسي، تظل جهود جلالة الملك عبد الله الثاني نموذجاً للدبلوماسية المسؤولة، حيث يجمع بين التحركات السياسية الفاعلة والدعم الإنساني، في إطار التزامه الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.