facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

د. مهدي المراعية يكتب : القوات المسلحة الأردنية ، استجابة استراتيجية ومسؤولية انسانية تجاه الأهل في غزة

د. مهدي المراعية يكتب : القوات المسلحة الأردنية ، استجابة استراتيجية ومسؤولية انسانية تجاه الأهل في غزة


بقلم : د. مهدي المراعية 


في أوقات الأزمات، تظهر معادن الدول والمؤسسات الحقيقية لعقود طويلة، كان الأردن منارة للتضامن في المنطقة، حيث مدت يد العون لجيرانها في أوقات الشدة.

ومن أبرز الأمثلة على هذه الجهود الدور الثابت الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية في تقديم المساعدات لأهل غزة الذين طالما عانوا من المصاعب والتحديات.

التزام إنساني يتجاوز الحدود

قرب الأردن الجغرافي والتاريخي من فلسطين أسس علاقة فريدة بين الشعبين. ويظهر هذا الارتباط في استجابة الأردن السريعة والمنظمة للأزمات في غزة، حيث كان القوات المسلحة في طليعة الجهود الإنسانية. وبينما تتمثل مهمتها الأساسية في الحفاظ على من التهديدات المحيطة ، اذ أظهرت القوات المسلحة قدرة استثنائية على التحول نحو العمليات الإغاثية عند الحاجة.

ومع تصاعد التوترات في غزة، عملت القوات المسلحة جنبًا إلى جنب مع المنظمات الإنسانية والوكالات الحكومية لتقديم المساعدات الحيوية. سواء من خلال تسهيل نقل الإمدادات الطبية والغذاء والملابس أو ضمان مرور المدنيين المصابين بأمان إلى المستشفيات الأردنية، كان دورها لا غنى عنه.

قيادة الملك في الدبلوماسية الإنسانية

بتوجيه من جلالة الملك عبدالله الثاني، لطالما أولى الأردن القضية الفلسطينية الأولوية مع التركيز على الكرامة الإنسانية والرحمة. وقد شددت توجيهات الملك على أهمية الجهود المنسقة للتخفيف من معاناة أهل غزة. وأصبحت الخدمات الطبية الملكية والمستشفى الميداني الأردني في غزة، التي تعمل بدعم لوجستي وأمني، شريان حياة لآلاف الأشخاص، حيث تقدم الرعاية الطبية اللازمة في ظل ظروف صعبة.

الكفاءة التشغيلية والتنسيق الاستراتيجي

تلعب القوات المسلحة دورًا حاسمًا في ضمان التنفيذ السلس للمهام الإغاثية. وتضمن خبرتها اللوجستية عبور القوافل الإغاثية الحدود بكفاءة ووصولها إلى المحتاجين. علاوة على ذلك، تعمل بجهد دؤوب في المحافظة على امن الوطن خلال المواقف المتوترة، مما يضمن سلامة العاملين في الإغاثة والمستفيدين.

من خلال نشر أنظمة الاتصالات المتقدمة والتنسيق الميداني، سهلت القوات المسلحة أيضًا إنشاء طرق إخلاء طبي آمنة. وتتيح هذه الطرق نقل الأفراد المصابين بجروح خطيرة إلى المستشفيات الأردنية، حيث يتلقون رعاية طبية على مستوى عالمي.

بناء جسور عبر الجهود الإنسانية

يتجاوز دور القوات المسلحة مجرد تقديم المساعدات الفورية. فجهودها تعزز الشعور بالأمل والتضامن، مما يعزز مكانة الأردن كداعم رئيسي لصمود الفلسطينيين. ومن خلال التزامها بالقيم الإنسانية في عملياتها، تساهم في تحقيق الهدف الأوسع المتمثل في الاستقرار والسلام الإقليميين.

التحديات والصمود

إن العمل في مناطق النزاع مثل غزة مليء بالتحديات، بدءًا من العقبات اللوجستية وصولًا إلى المخاطر الأمنية. ورغم هذه العقبات، أظهرت القوات المسلحة باستمرار صمودًا وقدرة على التكيف. ويؤكد احترافيتها في التعامل مع المواقف المعقدة التزامها بمهمتها الإنسانية.


وفي النهاية 

في منطقة كثيرًا ما تطغى عليها النزاعات، تمثل القوات المسلحة الأردنية تذكيرًا بقوة التعاطف والتعاون. وتعكس جهودها لدعم أهل غزة ليس فقط القيم العميقة الجذور للأردن، بل أيضًا التزامها بالتضامن الإقليمي. ومع استمرار غزة في مواجهة التحديات المتزايدة، تظل المساعدات الثابتة للقوات المسلحة مصدرًا حيويًا للإغاثة والأمل لشعبه
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير