" أضغاث احلام و أوهام "
القبة نيوز - مهند أبو فلاح - مازالت ردود الأفعال تتوالى على الاتفاق السعودي الإيراني الذي أُبرم مؤخرا بين الدولتين برعاية صينية ، و كثُرت التحليلات التي ذهبت إلى القول بأن ما جرى في بكين - العاصمة الصينية - يشكل نقطة تحول تاريخية في مسار السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية لجهة الخروج من دائرة النفوذ الأمريكي القائم هناك منذ عقود طويلة .
الخروج من دائرة النفوذ الأمريكي على مقاليد الأمور في قلب شبه الجزيرة العربية لا يمكن الجزم به من خلال تطبيع العلاقات بين طهران و الرياض او تنمية و زيادة وتيرة التبادل التجاري بين السعودية و الصين التي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات الأمريكية ، إنما يكون من خلال أمرين اثنين لا ثالث لهما ، يتمثلان اولا في التخلص من الوجود العسكري الأمريكي الكثيف داخل ربوع المملكة العربية السعودية المترامية الأطراف ، و ثانيا في تقليص حجم الاستثمارات و الودائع السعودية في بلاد العم سام و التي تفوق التريليون دولار ( ألف مليار ) و هو رقم فلكي حقا .
إن الحديث عن انقلاب دراماتيكي في سياسات الرياض الخارجية و تحالفاتها الإقليمية و الدولية على ضوء التقارب الملحوظ في علاقات الرياض مع بكين و طهران و حتى الكرملين الروسي في موسكو من خلال ما تعرف بأوبك بلس يبدو أنه سابق لأوانه في ظل العلاقات الوثيقة جدا بين الرياض و واشنطن و التعاون المنقطع النظير في المجالين العسكري و الاقتصادي على حدٍ سواء ، و أن التحليلات و الآراء التي بشرت بفجر جديد في علاقات المملكة العربية السعودية هي ليست أكثر من أضغاث احلام و سرابٍ من الأوهام .