تحلية المياه في العقبة، بين الطموح والتحديات لمستقبل المملكة المائي ، حوار مع المهندس أحمد الصمادي "1"
القبة نيوز- ( خاص ) فرح القاسم ابورمان
نلتقي اليوم وضمن سلسلة تحقيقاتنا الصحفية مع عطوفة المهندس احمد عارف الصمادي ، وهو حاصل على درجة الماجستير من iucl london ، وهندسة اراضي ومياه وبيئه من الجامعه الاردنية ،ويشغل رئيس مجلس ادارة العربية لتكنولوجيا البيئة حاصل على اربع اختراعات بمجال المياه والبيئه ،ونفذ اول مشروع تحلية مياه البحر بالعقبة.
وسنلقي الضوء خلال الحوار الصحفي على الأثر البيئي للتحلية على المنطقة والمياه البحرية، إضافة لمستقبل المائي للأردن بالتحلية، وكيف تتم عملية التحلية، كم أقصى طاقة إنتاجية من المياه المحلاة ، وهل تكلفة التحلية يستطيع المواطن تحملها، بالاضافة ماهي أفضل طاقة لتحلية ، والأثر البيئي للتحلية على خليج العقبة والحياة البحرية.
ما الأثر البيئي للتحلية على المنطقة والمياه البحرية؟
يقول المهندس أحمد الصمادي تعتبر الاردن رابع افقر الدول بالمياه ، عندما نقول بيئه فأنها تحتوي على كافة المناحي بما فيها البحريه حلول ومقترحات ، وتعتمد دول كثيرة على التحلية كمصدر رئيسي للمياه العذبة، لذا تلجأ إلى إجراء دراسات تقييم الأثر البيئي لهذه المحطات.
وتهتم الدراسة بتقييم حالة مياه البحر التي تغذي المحطة، خصوصاً تركيز العناصر الثقيلة، وحالة مياه الصرف وتأثيرها على البيئة البحرية، وما هي الاشتراطات البيئية اللازمة ليكون الصرف آمناً، ويمكن التصريف مباشرة الى وحدات لإنتاج الملح بالتجفيف عبر التبخر تحت أشعة الشمس، فلا تعود هناك ضرورة للصرف في البحر، كما يمكن الاستفادة من بيع الأملاح الناتجة للإستخـدام الصناعي، وهذا معمول به حالياً في بعض الدول الأوروبية مثل اليونان.
وأضاف الصمادي لمنع تسرب المياه من مواسير الصرف ومنع اختلاطها بالمياه الجوفية، يجب اختيار مواسير ذات جودة عالية واستخدام تقنيات متطورة لمنع التسرب.
ومن التدابير البديلة التي يُعمل على جعلها مجدية اقتصادياً استخدام مصادر طاقة بديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة جوف الأرض لتشغيل محطات الكهرباء الملحقة بمحطات التحلية. كما يمكن إقامة محطات تحلية عائمة على مسافات بعيدة داخل البحر تقلل الضوضاء وتوفر الأراضي ذات الأهمية الإقتصادية
المستقبل المائي للأردن بالتحلية؟
يجيب الصمادي بأن الأردن تحتاج 300 مليون متر مكعب بالسنة للاكتفاء الذاتي ،و أن يتم تزويد المملكة بأجهزة تقنية ، ونحن في خطر مائي لذلك الحلول الموجودة حاليا البحر الاحمر " خليج العقبة " بحاجة لتحلية واستخدام الطاقة الشمسية ، والجهاز الموجود في العالم "التناضح العكس" فهو يحل الإشكال وتحلية مياه البحار ، ولكن تكلفته عالية جداً، ويحتاج لطاقة عالية لتشغيله ، لكن يمكن الإعتماد على الطاقة الشمسية ، وسبق تنسيب مشروع قبل ستة أشهر ، وهو يعتبر الأول من نوعه الذي يحلي 450 متر مكعب يوميا من مياه البحر، متمنياً أن يكون بادرة خير لمشاريع كبرى تسد حاجة الأردن من المياه.
كيف تتم عملية التحلية؟
الصمادي أوضح أن تحلية مياه البحر في المشروع تقوم على عملية التناضح العكسي RO والتي تعتمد على استخدام الضغط في طريقة دفع المياه عبر اغشية خاصة، ويتم استخدام فلتر الشوائب وفلاتر الطبيعة وتزيل الطعم واللون ، لكن هذا الموضوع غير كافي لأنه أكبر من الاستهلاك، و نسبة الملوحة ألف جزء بالمليون من أصل 50 ألف جزء بالمليون، وإنّ استخدام الطاقة الشمسية في الحصول على المياه الصالحة للشرب يحد من التلوث الناتج من استخدام الوقود الأحفوري مقارنةً بإستخدام الطاقة الشمسية المتجددة، كما أنه يقلل من كلفة تشغيل محطات تحلية المياه ويجعل منها مصدرًا قيّمًا للمياه العذبة لتغطية احتياجات البشر اليومية من المياه.
كلفة التحلية هل يستطيع المواطن تحملها.؟
قال الصمادي نعم يستطيع المواطن تحمل تكلفة التحلية ، حسب معلوماتي اذا تم منحنا تمويل نستطيع عمل محطة تحلية لتغطية جميع أنحاء المملكة ،وأن تتعاون وزارة التخطيط مع المنظمات الدولية بحيث تزودنا بمنح او تمويل يحقق هذا المشروع الوطني الذي يخدم الاردن ،والمستقبل دون الحاجة إلى اللجوء لأي دولة مجاورة ، كما حدث في عام 1998، حيث تم جر مياه من دولة مجاورة ، وكانت اشبه بمياه الصرف الصحي ، ولا نريد تكرار هذا الموقف السابق ، حيث لدينا الحلول التي تم ذكرها سابقاً .
الأثر البيئي للتحلية على خليج العقبة والحياة البحرية؟
أكد الصمادي أنه لا يوجد أي تأثير بيئي، لكن دينا مشكلة في تأثير صرف الكهرباء،والكثافة السكانية حيث أنها ازدادت بشكل تدريجي والبنية التحتية لا تكفي ، حيث أن الكثافة االسكانية تفوق 11 مليون نسمة، بسبب استقطاب بعض الأخوة من الدول المجاورة .
وأضاف الصمادي إن الحل الأمثل استخدام الطاقة الشمسية لافتا انه يجب ان تقدم وزارة التخطيط بتمويل هذا المشروع من العلاقات الدولية، وذلك لأن الأردن يعتر أفقر رابع دولة بالمياه .