السياحة الداخلية ودورها في التنمية
القبة نيوزـ السياحة الداخلية ودورها في التنمية
تعد السياحة في كل بلدان العالم احد أهم الروافد الاقتصادية ولها دور كبير في التنمية وإبراز الوجه الحضاري لأي بلد يهتم بالسياحة سواء الخارجية أو الداخلية والأردن احد هذه البلدان التي يحوي على أرضه أهم وابرز المواقع السياحية والأثرية العالمية فالبتراء وجبل نيبو وجرش والمدرج الروماني وجبل القلعة والبحر الميت والقلاع من الكرك والربض والشوبك الى قصور عمره وشبيب والخرانه وما فيها من محميات طبيعية كضانا ومحمية الأزرق وصولاً الى وادي رم والموجب وغابات برقش الطبيعية وغيها العديد من المواقع الأثرية والسياحية والطبيعية في الأردن .
الأردن كنز يحتاج لمن يكتشفه فهو بوابة سياحية وأثرية سكنت فيه العديد من الحضارات والثقافات الأنباط والروم وفيه بعض مدن الميتوبولس ومقام أهل الكهف والحضارة الإسلامية فهذه قبور ومقامات الصحابة رضوان الله عليهم خير شاهد على ذلك وهذا يدعو للاهتمام أيضا بالسياحة الدينية للمسلمين والمسيحيين ولا نهمل الخط الحديدي الحجازي الذي يربط الأردن بسوريا والسعودية فالأردن هو نافذة سياحية وأثرية ومع ذلك لا يوجد اهتمام حقيقي وجاد بالسياحية بما يعمل على تقديم وجه سياحي سيء للأردن بسبب السياسات الخاطئة والسريعة .
على الرغم من التنوع السياحي والأثري في الأردن وما يحتويه الأردن من مواقع سياحية وأثرية هامة ومشهورة إلا أن مئات الملايين من الدنانير تذهب الى السياحة الخارجية التي يقوم بها المواطنون الأردنيون سواء الى الدول العربية أو الدول الأجنبية حيث يستمر نزيف المال الأردني الذي يصرف خارج الوطن ويأتي السبب الرئيسي في ذلك النزف الغير مبرر لغياب التخطيط وسوءه وارتفاع الأسعار مما أدى الى الإضرار بالقطاع السياحي الذي بدوره يؤثر على الموسم السياحي كل عام والفقد كبير ففي أثناء زيارة ما يقارب 30-35 ألف ذهبوا الى العقبة كان ما يقارب المليون والنصف – مليونان للدول الشقيقة كسوريا ومصر بحثا عن التخفيضات ناهيك عن البحر الميت الذي تركز فيه الاهتمام على المشاريع الكبيرة على حساب المشاريع الصغيرة التي يقصدها أصحاب الدخول المتدنية والطبقة الوسطى وعددهم كبير .
لمعالجة هذه المشكلة على أصحاب القرار والمسؤولية والمخططين وضع سياسات جديدة وإستراتيجية وطنية لصنع سياحة داخلية وذلك عن طريق الاهتمام بالبنية التحتية للمواقع الأثرية والسياحية وخاصة المرافق الخدمية مع الاهتمام بجودة السياحة الداخلية مع التركيز على أصحاب الدخول المتدنية والطبقة الوسطى لتستطيع هذه الفئات من القيام بالسياحة الداخلية وذلك لخلق نمو سياحي جيد وبم يعود بالنفع على تحسين وتطوير الساحة الداخلية وفي تحسين الموسم السياحي الذي أصبح يئن مما أصابه من عجز نتيجة هروب المواطن الأردني الى السياحة الخارجية التي تقدم أسعار مناسبة وخدمات منافسة ونوعية .
نخلص الى أن غياب التخطيط وتعدد السياسات والابتعاد عن الإرشادات الجادة وعدم العمل ضمن برنامج سياحي مؤسسي ومحدد يستمر مع تغير الإدارات واللامسؤولية يؤدي الى إهمال الموسم السياحي والإضرار به ويؤدي الى الاستمرار في نزيف المال الأردني للخارج وهذه المئات والملايين من الدنانير وضخها خارج الوطن الذي له حق على أبنائه بأن لا تذهب الأموال سدى ونكرر ما سلف في الأردن كنز سياحي يحتاج لمن يكتشفه وأرجو أن لا يسقط من الحسابات الإصلاحية وهذا الأمر معني فيه جميع من له صلة بالعملية السياحية القطاع العام بجميع مسمياته والقطاع الخاص الذي يجب أن يكون شريكا فاعلاً في العمل التنموي .
ابراهيم خطيب الصرايره
كاتب وباحث