المومني يكتب : استحضار قيم رمضان
د.محمد المومني
القبة نيوز- الأصل في رمضان أن يكون شهر الفضيلة والبر وصلة الرحم والإنفاق على الضعفاء والفقراء وعمل الخير. هو ما زال كذلك عند الكثيرين ممن يدركون معنى الشهر الفضيل وقيمه النبيلة. تحول الشهر في فترات سابقة ليصبح شهر البذخ والإسراف والتفاخر والعصبية والمناكفة، ورأينا بعض تلك المظاهر الدخيلة علينا، لكن ومع زيادة الوعي، بدأنا نرى عودة لاستحضار معاني الشهر الكريمة، فغدا من جديد مناسبة للتفكر والتدبر وتهذيب النفس وتعظيم قيم التعاضد والتسامح والتكافل.
يتزامن رمضان هذا العام مع عيد الفصح المجيد، الذي يحتفل فيه الأردنيون المسيحيون بأعيادهم، وذاك تذكير بتنوع الأردن وتاريخه الزاخر بالتآخي. في الأردن لم نعرف يوما فروقا بيننا لا على أساس ديني أو عرقي او غيرها، فنحن اردنيون اولا وآخرا. لكن ومع كل أسف، سيخرج علينا جاهلون يبثون سمومهم بيننا، يريدون زرع الفتنة والفرقة، يحرّمون علينا معايدة بعضنا البعض في أعيادنا، مستندين لتحريفات دينية الدين منها براء، ويا ليت هؤلاء يقتدون بقيم الدين وسلوك الرسول الكريم، الذي كان مثالا في الانسانية والتآخي والنبل، وتلك هي قيم الدين ومبادؤه الحقة.
علينا ان نصرخ عاليا بوجه هؤلاء من الداعين للفرقة والباثين للفتنة، فنحن شعب واحد نحتفي بتنوعنا وتبايننا، ونجعل ذلك عنصر قوة لمجتمعنا لا عنصر ضعف وتفريق وفتنة.
قيادة الدولة الهاشمية كانت وما زالت من اشد واقوى المنافحين عن قيم التنوع، وكانت منذ فجر التاريخ تؤمن المستضعفين وتؤوي الهاربين المستهدفين بسبب دينهم.
حدث ذلك مرارا في التاريخ القديم، وفي التاريخ الحديث في عهد الملوك عبدالله المؤسس والحسين، وكانت آخر مواقف قيادة الأردن الهاشمية تحت لواء الملك عبدالله الثاني استقبالنا للمسيحيين العراقيين الهاربين من ظلم داعش وبطشه وقتله.
استقبلناهم وآويناهم ورعيناهم في ديارنا وكنائسنا، وآلمنا كثيرا كم الفتنة الذي تعرض له هؤلاء في الموصل التي عاشوا فيها آلاف السنيين. ونستذكر ايضا الرعاية الهاشمية للمقدسات المسيحية في القدس تماما كما نرعى المقدسات الإسلامية، فهذا دور هاشمي اصيل ونبيل وتاريخي، متسق تمام مع دور الهاشميين التاريخي، ومع قيم الدين الحنيف السمحة التي أسس لها عمر بن الخطاب يوم تسلم مفاتيح القدس.
لمؤسسات الدولة دور أيضا في صهر الهويات المجتمعية تحت بوتقة الوطن الأردني وقيادته الهاشمية، فكانت مؤسسة الجيش الاحترافية التي جسدت معاني المواطنة والانضباط، وساوت بين الأردنيين من شتى مشاربهم وتبايناتهم الدينية والعرقية، بل والاجتماعية، فأصبح الأعلى رتبة يأمر ويقود الأقل بصرف النظر من هو أو ما هي مكانته الاجتماعية.
ما أنبل قيمنا الأردنية، وما أحوجنا للاستمرار بالتذكير بها كي تبقى عنوان هويتنا، ولكي لا يلوثها الجهلة الطارئون. قيمنا تحتاج أن نرعاها ونحميها، وأن لا نأخذها كمسلمات لا يقدر أحد المساس بها، فكثيرون يتجرأون ويمسونها، مستغلين الفضاء الرقمي المفتوح لبث سمومهم. علينا أن نقف بوجه هؤلاء ونطبق عليهم سيف القانون، فإن لم نفعل انزلقنا لمنزلقات نراها بائنة في دول حولنا.
رفعنا سيف القانون في عدة مرات عندما بث البعض الفتنة وأودعناهم السجن حتى نرسل رسالة أننا لن نتسامح مع دعاة الفتنة، وهذا يجب أن يستمر.
(الغد)
يتزامن رمضان هذا العام مع عيد الفصح المجيد، الذي يحتفل فيه الأردنيون المسيحيون بأعيادهم، وذاك تذكير بتنوع الأردن وتاريخه الزاخر بالتآخي. في الأردن لم نعرف يوما فروقا بيننا لا على أساس ديني أو عرقي او غيرها، فنحن اردنيون اولا وآخرا. لكن ومع كل أسف، سيخرج علينا جاهلون يبثون سمومهم بيننا، يريدون زرع الفتنة والفرقة، يحرّمون علينا معايدة بعضنا البعض في أعيادنا، مستندين لتحريفات دينية الدين منها براء، ويا ليت هؤلاء يقتدون بقيم الدين وسلوك الرسول الكريم، الذي كان مثالا في الانسانية والتآخي والنبل، وتلك هي قيم الدين ومبادؤه الحقة.
علينا ان نصرخ عاليا بوجه هؤلاء من الداعين للفرقة والباثين للفتنة، فنحن شعب واحد نحتفي بتنوعنا وتبايننا، ونجعل ذلك عنصر قوة لمجتمعنا لا عنصر ضعف وتفريق وفتنة.
قيادة الدولة الهاشمية كانت وما زالت من اشد واقوى المنافحين عن قيم التنوع، وكانت منذ فجر التاريخ تؤمن المستضعفين وتؤوي الهاربين المستهدفين بسبب دينهم.
حدث ذلك مرارا في التاريخ القديم، وفي التاريخ الحديث في عهد الملوك عبدالله المؤسس والحسين، وكانت آخر مواقف قيادة الأردن الهاشمية تحت لواء الملك عبدالله الثاني استقبالنا للمسيحيين العراقيين الهاربين من ظلم داعش وبطشه وقتله.
استقبلناهم وآويناهم ورعيناهم في ديارنا وكنائسنا، وآلمنا كثيرا كم الفتنة الذي تعرض له هؤلاء في الموصل التي عاشوا فيها آلاف السنيين. ونستذكر ايضا الرعاية الهاشمية للمقدسات المسيحية في القدس تماما كما نرعى المقدسات الإسلامية، فهذا دور هاشمي اصيل ونبيل وتاريخي، متسق تمام مع دور الهاشميين التاريخي، ومع قيم الدين الحنيف السمحة التي أسس لها عمر بن الخطاب يوم تسلم مفاتيح القدس.
لمؤسسات الدولة دور أيضا في صهر الهويات المجتمعية تحت بوتقة الوطن الأردني وقيادته الهاشمية، فكانت مؤسسة الجيش الاحترافية التي جسدت معاني المواطنة والانضباط، وساوت بين الأردنيين من شتى مشاربهم وتبايناتهم الدينية والعرقية، بل والاجتماعية، فأصبح الأعلى رتبة يأمر ويقود الأقل بصرف النظر من هو أو ما هي مكانته الاجتماعية.
ما أنبل قيمنا الأردنية، وما أحوجنا للاستمرار بالتذكير بها كي تبقى عنوان هويتنا، ولكي لا يلوثها الجهلة الطارئون. قيمنا تحتاج أن نرعاها ونحميها، وأن لا نأخذها كمسلمات لا يقدر أحد المساس بها، فكثيرون يتجرأون ويمسونها، مستغلين الفضاء الرقمي المفتوح لبث سمومهم. علينا أن نقف بوجه هؤلاء ونطبق عليهم سيف القانون، فإن لم نفعل انزلقنا لمنزلقات نراها بائنة في دول حولنا.
رفعنا سيف القانون في عدة مرات عندما بث البعض الفتنة وأودعناهم السجن حتى نرسل رسالة أننا لن نتسامح مع دعاة الفتنة، وهذا يجب أن يستمر.
(الغد)