من يتحمّل مسؤولية هذا الإخفاق الخطير؟
ماهر ابو طير
القبة نيوز- قلنا من البداية أن كثرة توزيع شهادات المديح بحق المسؤولين في أزمة الوباء، أمر غير منطقي، لأن الأزمة مفتوحة، وكل نجاح قد يأتي بعده إخفاق، والذي كان يوزع شهادات المديح بشكل مبالغ به يمينا ويسارا، ينقلب وسيعود ويهاجم المسؤول الذي امتدحه، وهذا هو حالنا، بسبب تقلبات الأزمة، وتغير الظروف كل يوم.
الرأي العام الآن في الأردن يشعر بغضب شديد، ويبحث عن مسؤول لتحمليه مسؤولية النكسة التي تعرضنا لها على صعيد معالجة الوباء، بعد قصة سائق الشاحنة الذي دخل الأردن، وتم فحصه، وتبين عدم إصابته، وتم الطلب منه، أن يلتزم بيته، فمن هو المسؤول عن هذا الوضع، الحكومة، الوزراء، المواطنون، أو الكل معا، في أزمة تتجدد، كلما اقتربنا من نهايتها.
قبل أسابيع خرج رئيس لجنة الأوبئة في إربد الدكتور وائل الهياجنة وقال كلاما مهما، لم يستمع إليه أحد، حيث اعترض يومها على عدم حجر السائقين الذين يعودون إلى الأردن عند الحدود، بدلا من دخولهم، وتصريحاته كانت لقناة رؤيا، التي قال فيها إن الدولة التي دفعت الملايين لحجر العائدين، قبل إغلاق المطار، قادرة على التعامل مع السائقين العائدين، متسائلا عن كيفية توقيع السائق على حجر منزلي لمدة أسبوعين، والدولة تعرف أنه سوف يستريح لعدة أيام ويعود ويسافر مجددا، مشيرا إلى أهمية وعي المواطنين، قائلا إن واحدا فقط من أصل مائة مواطن قادر على تخريب كل شيء، مطالبا بحجر السائقين العائدين عند الحدود، واتخاذ إجراءات صارمة وسريعة وحاسمة، حتى لا تفسد أخطاء صغيرة كل ما أنجزناه.
ما يمكن قوله بكل صراحة، إن الكل يتشارك بالمسؤولية، فالدولة كان واجبها أن تؤسس مركزا للحجر في المراكز البرية الحدودية، ولا تسمح بدخول السائقين إلى المدن، ونقل العدوى، كما أن الوضع يثبت أن العدوى قد تظهر بعد الفحص الذي تقول نتيجته إن المسافر أو السائق غير مصاب، ومع هذا دور المواطن الذي على ما يبدو لا يريد أن يرحم نفسه، ولا أن يرحمنا أيضا، ولا أن يصدق أن هذا الوباء قاتل، وبدلا من جلوسه في بيته، واختصار الناس، يزيد من المخالطة الاجتماعية.
السؤال الأخطر يتعلق اليوم، بعدد الذين تم فحصهم وتبين خلوهم ودخلوا إلى البلد، ويتنقلون بشكل عادي في كل المحافظات، أو بعض المحافظات، وهم يحملون الفيروس، ولا يعرفون عن ذلك، إضافة إلى الذين تبينت إصابتهم، ولا يعترفون بكل الأسماء التي خالطوها، أو بعض المصابين الذين تبينت إصابتهم لاحقا، ولا تستطيع الجهات الرسمية الوصول إليهم، والتساؤلات هنا كثيرة؟.
هذا الوضع مربك جدا، فخطأ واحد، من جانب الجهات الرسمية أو المواطنين، كفيل بعودتنا إلى الوراء، وهذه العودة ستكون مكلفة جدا، برغم أننا رأينا بأنفسنا حجم الأضرار التي تعرضنا لها في هذا البلد، على مستوى القطاع الخاص، ومئات آلاف العمال، ووضع خزينة الدولة، وأذا كنا لم نحتمل عدة أسابيع، فهل لدينا القدرة على العودة الى الوراء، وتحمل إجراءات أغلاق جديدة، أو حظر شامل على كل شيء.
المراهنة على وعي المواطن، مراهنة بائسة، مثلما المراهنة على دقة الإجراءات الرسمية، مراهنة بائسة، فهناك أخطاء من الكل، وليس أدل على ذلك من قصة سائق الشاحنة، فقد أخطأت الدولة بالسماح له بالدخول حتى لو لم يكن مصابا لحظة الدخول وهي تعرف أن ظهور الإصابة قد يستغرق وقتا، مثلما أخطأ هو بعدم التزام الحجر المنزلي، وتسبب بنقل العدوى الى العشرات، ولا نعرف أيضا إلى من نقل العشرات هذه العدوى، وسنحتاج الى وقت حتى تتضح الصورة ؟.
الوباء لن يختفي بيوم وليلة، لكنْ على كل واحد فينا دور، حماية نفسه وعائلته، وعدم التصرف بخفة ورعونة، والتحوط عند الحركة والخروج، واختصار الحركة قدر الإمكان، وعدم الاستخفاف بالمرض، مثلما أن على الدولة مراجعة خططها مجددا، دون أن تضطر لخنقنا كلنا، بذريعة محاربة الوباء، فقد احتمل أغلبنا الكثير، من أجل النجاة، فيما القلة القليلة تريد التضحية بنا بسبب جهلها أو طمعها.(الغد)
الرأي العام الآن في الأردن يشعر بغضب شديد، ويبحث عن مسؤول لتحمليه مسؤولية النكسة التي تعرضنا لها على صعيد معالجة الوباء، بعد قصة سائق الشاحنة الذي دخل الأردن، وتم فحصه، وتبين عدم إصابته، وتم الطلب منه، أن يلتزم بيته، فمن هو المسؤول عن هذا الوضع، الحكومة، الوزراء، المواطنون، أو الكل معا، في أزمة تتجدد، كلما اقتربنا من نهايتها.
قبل أسابيع خرج رئيس لجنة الأوبئة في إربد الدكتور وائل الهياجنة وقال كلاما مهما، لم يستمع إليه أحد، حيث اعترض يومها على عدم حجر السائقين الذين يعودون إلى الأردن عند الحدود، بدلا من دخولهم، وتصريحاته كانت لقناة رؤيا، التي قال فيها إن الدولة التي دفعت الملايين لحجر العائدين، قبل إغلاق المطار، قادرة على التعامل مع السائقين العائدين، متسائلا عن كيفية توقيع السائق على حجر منزلي لمدة أسبوعين، والدولة تعرف أنه سوف يستريح لعدة أيام ويعود ويسافر مجددا، مشيرا إلى أهمية وعي المواطنين، قائلا إن واحدا فقط من أصل مائة مواطن قادر على تخريب كل شيء، مطالبا بحجر السائقين العائدين عند الحدود، واتخاذ إجراءات صارمة وسريعة وحاسمة، حتى لا تفسد أخطاء صغيرة كل ما أنجزناه.
ما يمكن قوله بكل صراحة، إن الكل يتشارك بالمسؤولية، فالدولة كان واجبها أن تؤسس مركزا للحجر في المراكز البرية الحدودية، ولا تسمح بدخول السائقين إلى المدن، ونقل العدوى، كما أن الوضع يثبت أن العدوى قد تظهر بعد الفحص الذي تقول نتيجته إن المسافر أو السائق غير مصاب، ومع هذا دور المواطن الذي على ما يبدو لا يريد أن يرحم نفسه، ولا أن يرحمنا أيضا، ولا أن يصدق أن هذا الوباء قاتل، وبدلا من جلوسه في بيته، واختصار الناس، يزيد من المخالطة الاجتماعية.
السؤال الأخطر يتعلق اليوم، بعدد الذين تم فحصهم وتبين خلوهم ودخلوا إلى البلد، ويتنقلون بشكل عادي في كل المحافظات، أو بعض المحافظات، وهم يحملون الفيروس، ولا يعرفون عن ذلك، إضافة إلى الذين تبينت إصابتهم، ولا يعترفون بكل الأسماء التي خالطوها، أو بعض المصابين الذين تبينت إصابتهم لاحقا، ولا تستطيع الجهات الرسمية الوصول إليهم، والتساؤلات هنا كثيرة؟.
هذا الوضع مربك جدا، فخطأ واحد، من جانب الجهات الرسمية أو المواطنين، كفيل بعودتنا إلى الوراء، وهذه العودة ستكون مكلفة جدا، برغم أننا رأينا بأنفسنا حجم الأضرار التي تعرضنا لها في هذا البلد، على مستوى القطاع الخاص، ومئات آلاف العمال، ووضع خزينة الدولة، وأذا كنا لم نحتمل عدة أسابيع، فهل لدينا القدرة على العودة الى الوراء، وتحمل إجراءات أغلاق جديدة، أو حظر شامل على كل شيء.
المراهنة على وعي المواطن، مراهنة بائسة، مثلما المراهنة على دقة الإجراءات الرسمية، مراهنة بائسة، فهناك أخطاء من الكل، وليس أدل على ذلك من قصة سائق الشاحنة، فقد أخطأت الدولة بالسماح له بالدخول حتى لو لم يكن مصابا لحظة الدخول وهي تعرف أن ظهور الإصابة قد يستغرق وقتا، مثلما أخطأ هو بعدم التزام الحجر المنزلي، وتسبب بنقل العدوى الى العشرات، ولا نعرف أيضا إلى من نقل العشرات هذه العدوى، وسنحتاج الى وقت حتى تتضح الصورة ؟.
الوباء لن يختفي بيوم وليلة، لكنْ على كل واحد فينا دور، حماية نفسه وعائلته، وعدم التصرف بخفة ورعونة، والتحوط عند الحركة والخروج، واختصار الحركة قدر الإمكان، وعدم الاستخفاف بالمرض، مثلما أن على الدولة مراجعة خططها مجددا، دون أن تضطر لخنقنا كلنا، بذريعة محاربة الوباء، فقد احتمل أغلبنا الكثير، من أجل النجاة، فيما القلة القليلة تريد التضحية بنا بسبب جهلها أو طمعها.(الغد)