المسيب يكتب: عربي هرب من جحيم بلاده في زمن الكورونا
د. عبد الله المسيب
القبة نيوز- بينما تغص المستشفى بالمصابين جراء وباء الكورونا استوقف انتباهي شخص مدون على شاشات الكمبيوتر تحت اسم عربي مجهول الهوية !!! مصابين بالعشرات و رائحة الموت هي الطاغية .... لا اعرف لماذا و لكن أردت الذهاب لرؤيته و تفقد أحواله .... كنت للأسف قد وصلت إليه متأخراً و كان قد دخل في غيبوبة و على اجهزة التنفس الإصطناعي ....
عرفت فيما بعد انه مهاجر عربي ليس لديه أوراق و قد وصل منذ أشهر الى هنا و لم يراجع السلطات لإستخراج هوية خوفاً منه من الترحيل القصري ... ساءت حالته في البيت فجاء يطلب المساعدة من المستشفى و يقول الزملاء انه كان يردد كلمه عربي عربي و من هنا فهم الكادر الطبي انه عربي و لكن تدهورت حالته بسرعة قبل مجئ المترجم
كنت أذهب لزيارته يومياً و أنا ارى فيه سمار الشباب اللذي قست عليه شمس بلادنا و ربما أرضها و ناسها .... احاول من خلف بدلة تغطي وجهي و جسدي ان انظر في عينيه لأقول له إنهض أنا أتكلم عربي .... امعن النظر في عينيه الدافئتان ذات السواد الجميل و الرموش الطويلة ... و امسح على كتفك حيث أنك حفرت عليها إسم سحر .... من هي سحر ؟؟ انها معشوقتك بلا شك و من سحرت قلبك و هزت كيانك .... انهض ان سحر تنتظرك و تشتاق إليك كما تشتاق لها .... لا تستسلم فقد عانيت .... و شبابنا حياتهم كلها معاناه .... يا عاشق سحر ان في ارواحنا و اجسادنا مناعة من الصدمات و الكدمات و شتى أنواع الألام فلا تستسلم .... أزورك كل يوم و أحدق في عينيك فلا تيئس و لا تقنط ....
كانت شمس هذا اليوم غريبة لانها كانت صافيه بلا ريح و بلا غيوم اطلاقاً ابتهجتُ خيراً و أنا قادم كما كل يوم لزيارتك و من حولك و لم اعلم ان صفاء هذا اليوم ما هو الا هدوء قاتل بعد ما عصفت بك الآلام و الأحلام اسلمت روحك لربك غريباً مجهولاً ليبكيك كل الزملاء و الأصدقاء و ان كنا نجهل اسمك ... فلتسكن روحك بسلام و سلامٌ على ذويك و على سحر و على كل من خذله ناسهُ و شعبه و بلده ....
رحمة الله عليك ....
عرفت فيما بعد انه مهاجر عربي ليس لديه أوراق و قد وصل منذ أشهر الى هنا و لم يراجع السلطات لإستخراج هوية خوفاً منه من الترحيل القصري ... ساءت حالته في البيت فجاء يطلب المساعدة من المستشفى و يقول الزملاء انه كان يردد كلمه عربي عربي و من هنا فهم الكادر الطبي انه عربي و لكن تدهورت حالته بسرعة قبل مجئ المترجم
كنت أذهب لزيارته يومياً و أنا ارى فيه سمار الشباب اللذي قست عليه شمس بلادنا و ربما أرضها و ناسها .... احاول من خلف بدلة تغطي وجهي و جسدي ان انظر في عينيه لأقول له إنهض أنا أتكلم عربي .... امعن النظر في عينيه الدافئتان ذات السواد الجميل و الرموش الطويلة ... و امسح على كتفك حيث أنك حفرت عليها إسم سحر .... من هي سحر ؟؟ انها معشوقتك بلا شك و من سحرت قلبك و هزت كيانك .... انهض ان سحر تنتظرك و تشتاق إليك كما تشتاق لها .... لا تستسلم فقد عانيت .... و شبابنا حياتهم كلها معاناه .... يا عاشق سحر ان في ارواحنا و اجسادنا مناعة من الصدمات و الكدمات و شتى أنواع الألام فلا تستسلم .... أزورك كل يوم و أحدق في عينيك فلا تيئس و لا تقنط ....
كانت شمس هذا اليوم غريبة لانها كانت صافيه بلا ريح و بلا غيوم اطلاقاً ابتهجتُ خيراً و أنا قادم كما كل يوم لزيارتك و من حولك و لم اعلم ان صفاء هذا اليوم ما هو الا هدوء قاتل بعد ما عصفت بك الآلام و الأحلام اسلمت روحك لربك غريباً مجهولاً ليبكيك كل الزملاء و الأصدقاء و ان كنا نجهل اسمك ... فلتسكن روحك بسلام و سلامٌ على ذويك و على سحر و على كل من خذله ناسهُ و شعبه و بلده ....
رحمة الله عليك ....