المكتبة الوطنية: الروائي جلال برجس وروايته أفاعي النار
;
استضافت دائرة المكتبة الوطنية الروائي جلال برجس للحديث روايته "افاعي النار – بن محمود القصاد حكاية العاشق علي " الحائزة على جائزة كتارا للرواية العربية 2015 وقدم قراءة نقدية للرواية الدكتورة رزان إبراهيم وادارالحوار الاعلامية بريهان قمق .
قالت د. إبراهيم ان محور الرواية عاشق يدعى "علي بن محمود القصاد " الذي تبدأ حكايته منذ وقوعه في حب بارعة التي دخلت كي تتعلم ، أما العالمان المقصودان فهما العالم القصصي للنص قبالة العالم الواقعي لدى القاريء الذي يأتي ليقارن بينهما في إطار سؤال مركزي حول ما يجري في العالم السردي من حيث استجابته وتوافقه مع معايير الممكن ، وتنحو الرواية باتجاه القول ان النيران التي قد تأكل الحجارة تبقى عاجزة عن أكل القلوب حيث تلخص الرواية المرحلة التفصيلية من مراحل أزمة المثقف العربي في وقت حرج تمر فيه الأمة ، ازمة تتلخص ملامحها في ضبابية تمس تحديد "الآخر" وتقسم "الأنا، .
واشارت الى ما يلفت في الرواية وهي المداخل التي تقود القاريء الى المركز وترشده الى خيوط شبكته ، اما العناوين الفرعية فقد اتت لتلخص مضمون كل فصل على حدة مكثفة أهم ما جرى فيه من أحداث ووقائع فهي جماع النص وملخصه .
وبينت ان الكاتب قد استخدم اسلوب السرد فقد قدم احداثه والتي تدخل في طبيعة النظام الذي ظهرت به الرواية اضافة الى اللغة في العملية السردية والتي تحركت من الامام الى الوراء ومن الحاضر للماضي لتقوم بتلخيص الاحداث والأوصاف على لسان شخص واحد ، فالكاتب يكتب بوعي من يؤمن .
واشارت الى الغرائبية في الرواية والتي تصل الى درجة يمكن وصفها بالواقعية السحرية ،اضافة الى ان الكاتب قد اعتمد على نوع من الكتابة يعلو فوق الواقع وفوق قوانين الحياة العادية في كتابة روايته وان جل الأحداث تقع في واحدة من قرى الأردن وأن الرواية انشغلت بتصنيف الشخصيات الى قائمتين بيضاء وسوداء .
بين الروائي برجس أن روايته تتطرق الى ازمة العصر قاصدا بذلك التطرف الاجتماعي والتطرف الديني عبر حكاية تشكلت من هاجس ما تعانيه المنطقة هذه الايام .
ووضح الروائي ان عمله هذا هو ذهابا منه لاعلاء راية الانسانية فوق ركام ما فعلته كثير من المفاهيم المغلوطة، وأن روايته « أفاعي النار» جاءت بحبكة فنية مفككة بوعي استثنائي، وبطل مغترب وزمن تشظّى بين يديك بفعل النار، بتساؤل هل عشت بهجة الكشف السردي، أم أنت من رسم الطريق لهذه التحولات؟.