الكورونا والدرس الكبير
رولا نصراوين
القبة نيوز- الساعة الآن الخامسة والنص فجراً بتوقيت الكورونا... البرد قارس، الفجر نائح أجوف والقلوب المرتجفة تغط في سبات عميق... توقف الزمن لدى البشرية جمعاء عند هذا المرض! غيرّت الكورونا وجه الأرض وهزّت عرش الإنسانية، صدمت وجدانها وحطّمت المسلّمات على أبوابها، نعم... أعادت الكرورنا تشكيل الوعي الإنساني وترتيب أولوياته لا على الصعيد الفردي فقط، وإنما على الصعيد العالمي؛ سقط تصنيف الدول؛ فلم يعد هناك دول العالم الأول أو دول العالم الثالث، توحدنا جميعنا بالمصير والوجدان والترقب.
اليوم أسقطت الكورونا مفهوم البلاد العظمى من الولايات المتحدة الأمريكية للمارد الصيني الكبير؛ وأدخلت القارة العجوز في حالة صراع ومواجهة من الدرجة الأولى مع هذه الجائحة؛ فجميع هذه الدول ذاقت من الألم والقهر ما يكفي ليوقظها من صدمتها الحضارية ويهزم غرورها لأجيال وأجيال! لم يميّز هذا الفيروس الديمقراطي بين غني أو فقير، بين دين أو جنس أو عرق، لم يحمي رجال السياسة في عروشهم العاجية ولا رجال الدين في صومعتهم وبيوتهم الدينية، لم يترك رجال المال والاعمال وشأنهم؛ حطم هذا الوباء المنظومة العالمية ككل وأربك المنظومة البشرية؛ فأصبح الجميع سواسية أمام هذا الابتلاء الكبير، وحده العلم والعلماء من سيحدد مصير البشرية ومستقبلها عاجلا أم آجلاً.
ربما تمكنت البشرية عبر التاريخ من التغلب على كثير من الأوبئة القاتلة والحروب النووية والبيولوجية والجرثومية والكيماوية التي فتكت بها في العصور الوسطى والحروب العالمية الأولى والثانية وما بعدها من طاعون وكوليرا وإنفلونزا بكافة أشكالها وأنواعها وتطوراتها، وجميعها قد حُفرت في الذاكرة والوجدان، وليست الكورونا بأقل منها جميعا؛ فقد جاء الوباء ليوحد المصير ويضع الإنسانية أمام مجهول موحد، لاشى الفواصل بين البشر وهدم الجدران الثقافية... جاء كصدمة كبرى للوعي الإنساني وجمعنا في مملكة مفتوحة على الآخر.
اليوم على البشرية أن تدرك هامشيتها وصفوريتها الحقيقية أمام هذا العدو مجهول النسب، لذا فالفرصة لا تزال متاحة أمامنا لمراجعة أولوياتنا في الحياة وتحفيز إنسانيتنا المتعبة والمرهقة بمتطلبات الحياة السريعة والمصطنعة لتعود لجوهرها الأصلي الذي خُلقت من أجله، لتعود لحالة الأنسان الأولى عند الخلق. لقد أدخلنا هذا الوباء بحالة من التخبط والضياع والخوف والترقب والألم، ولكن الحل لا يزال بين أيدينا.
يقول جلال الدين الرومي الحب هو العلاج؛ فألمك سيلدُ المزيد من الألم، حتى تفوح عيناك بالحب دوماً بثبات ودون جهد مثلما يفوح جسدك بعطره. نعم لنعالج الكورونا بالحب... وحده الحب هو الاستطباب لكل داء، إننا نحتاج للحب في زمن الكورونا، فالحب احتواء... وحده الحب هو الحل الأمثل لمشاكل الإنسان على الأرض، وحده الحب هو قادر على إعادة التوازن النفسي والتصالح مع الذات والآخر. الحب استمرارية للوجدود الإنساني، استمرارية للحياة؛ فلن يكون أي عقار ناجعاً دون حب، ولن يكون المكوث في الحجر مجدياً إذا لم يحتضنه الحب.
نعم خياراتنا في زمن الكورونا والحجر الصحي تكاد تكون معدومة؛ فإما أن نحيا معا بحب أو نموت بأنانية لا مخرج منها ... وهذا هو درس الكورونا الكبير!
اليوم أسقطت الكورونا مفهوم البلاد العظمى من الولايات المتحدة الأمريكية للمارد الصيني الكبير؛ وأدخلت القارة العجوز في حالة صراع ومواجهة من الدرجة الأولى مع هذه الجائحة؛ فجميع هذه الدول ذاقت من الألم والقهر ما يكفي ليوقظها من صدمتها الحضارية ويهزم غرورها لأجيال وأجيال! لم يميّز هذا الفيروس الديمقراطي بين غني أو فقير، بين دين أو جنس أو عرق، لم يحمي رجال السياسة في عروشهم العاجية ولا رجال الدين في صومعتهم وبيوتهم الدينية، لم يترك رجال المال والاعمال وشأنهم؛ حطم هذا الوباء المنظومة العالمية ككل وأربك المنظومة البشرية؛ فأصبح الجميع سواسية أمام هذا الابتلاء الكبير، وحده العلم والعلماء من سيحدد مصير البشرية ومستقبلها عاجلا أم آجلاً.
ربما تمكنت البشرية عبر التاريخ من التغلب على كثير من الأوبئة القاتلة والحروب النووية والبيولوجية والجرثومية والكيماوية التي فتكت بها في العصور الوسطى والحروب العالمية الأولى والثانية وما بعدها من طاعون وكوليرا وإنفلونزا بكافة أشكالها وأنواعها وتطوراتها، وجميعها قد حُفرت في الذاكرة والوجدان، وليست الكورونا بأقل منها جميعا؛ فقد جاء الوباء ليوحد المصير ويضع الإنسانية أمام مجهول موحد، لاشى الفواصل بين البشر وهدم الجدران الثقافية... جاء كصدمة كبرى للوعي الإنساني وجمعنا في مملكة مفتوحة على الآخر.
اليوم على البشرية أن تدرك هامشيتها وصفوريتها الحقيقية أمام هذا العدو مجهول النسب، لذا فالفرصة لا تزال متاحة أمامنا لمراجعة أولوياتنا في الحياة وتحفيز إنسانيتنا المتعبة والمرهقة بمتطلبات الحياة السريعة والمصطنعة لتعود لجوهرها الأصلي الذي خُلقت من أجله، لتعود لحالة الأنسان الأولى عند الخلق. لقد أدخلنا هذا الوباء بحالة من التخبط والضياع والخوف والترقب والألم، ولكن الحل لا يزال بين أيدينا.
يقول جلال الدين الرومي الحب هو العلاج؛ فألمك سيلدُ المزيد من الألم، حتى تفوح عيناك بالحب دوماً بثبات ودون جهد مثلما يفوح جسدك بعطره. نعم لنعالج الكورونا بالحب... وحده الحب هو الاستطباب لكل داء، إننا نحتاج للحب في زمن الكورونا، فالحب احتواء... وحده الحب هو الحل الأمثل لمشاكل الإنسان على الأرض، وحده الحب هو قادر على إعادة التوازن النفسي والتصالح مع الذات والآخر. الحب استمرارية للوجدود الإنساني، استمرارية للحياة؛ فلن يكون أي عقار ناجعاً دون حب، ولن يكون المكوث في الحجر مجدياً إذا لم يحتضنه الحب.
نعم خياراتنا في زمن الكورونا والحجر الصحي تكاد تكون معدومة؛ فإما أن نحيا معا بحب أو نموت بأنانية لا مخرج منها ... وهذا هو درس الكورونا الكبير!