facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

تحديات مستقبلية للتربية

تحديات مستقبلية للتربية

د. عزت جرادات

القبة نيوز- تؤكد المنتديات العالمية أهمية استشراف المستقبل، وتطوير الدراسات المستقبلية، ونشر الثقافة المستقبلية التي تعني الاهتمام بالمستقبل، وكذلك أهمية التفكير الاستراتيجي في عملية استشرافه، فالتفكير الاستراتيجي، وبخاصة لدى المؤسسات، ومنها المؤسسة التربوية من أهم عناصر التخطيط الاستراتيجي، ويزداد الاهتمام بهذا التوجه مع التطور التكنولوجي والرقمي لوضع الخطط المستقبلية الشمولية، واستقراء الأولويات والإفادة من التقدم العلمي، والتراكم المعرفي ورسم (سيناريوهات) أو خرائط المستقبل.

*يعبّر التفكير المستقبلي عن درجة الوعي والأيمان بقدرة الإرادة الإنسانية على صياغة تلك (السيناريوهات) في مختلف مجالات المعرفة والسياسات والمؤسسات، ومع التطور المجتمعي، فكرياً وثقافياً، أصبح الإنسان قادراً على دراسة ملامح المستقبل، واستقراء التحديات والأخطار التي قد تهدد المجتمعات الإنسانية، لتمكينه من وضع طرق المواجهة أو التعامل أو وضع الحلول المناسبة لها. فاستشراف المستقبل هو (اجتهاد فكري علمي منظم) لدراسة الواقع والتحديات المحتملة ووضع (سيناريوهات) أو بدائل المواجهة التي تمكن المجتمع من السيطرة عليها.
*لقد انعكست الثورة المعرفية في عصر العولمة والمعلوماتية، على مختلف المؤسسات المجتمعية، ومنها المؤسسة التربوية، المعروفة بطبيعتها التقليدية، حفاظاً على قيم المجتمع، ولكن ذلك لا يحول دون تفاعلها مع التغيرات المتسارعة، معلوماتيا ومعرفياً وسلوكياً، ولعل من أهم تلك التغيرات المتسارعة، والتي تمس التربية، في الجوهر والمضمون العام، تحديات: الهوية والانفجار المعرفي، والتحدي التكنولوجي، والتحدي الاقتصادي- الاجتماعي:
-فالهوية، ترتبط بالمواطنة، انتماء في (البوتقة الواحدة) التي تعزز الثقافة الواحدة للمجتمع، مع احترام الثقافات الفرعية لمختلف مكونات المجتمع السكانية، ويعتبر ذلك من التحديات الكبرى التي أفرزتها العولمة للقرن الحادي والعشرين، وفي الدراسة التي أعدها (منتدى الفكر العربي) في أواسط عقد الثمانينيات من القرن الماضي خول أولويات أهداف التعليم للأمة العربية للقرن الحادي والعشرين، جاءت (الهوية والمواطنة) في مقدمة تلك الأهداف وهذا مثال على جدوى الدراسات المستقبلية.
- أما الانفجار أو التسارع المعرفي، أي سرعة انتشار المعرفة وتراكمها، فقد فاقت التصورات، وأصبحت تشكل تحدياً تربوياً في التعامل معها، في مختلف عناصر العملية التربوية، منهاجاً ومادة وأنشطة، إضافة لادوار المعلم والمتعلم، مما يفرض ابتداع أساليب تدريبية وتدريسية غير نمطية لتمكينهما، المعلم والمتعلم، من التفاعل الايجابي مع حجم المعلوماتية المتسارع وهذا التحدي يؤدي بالضرورة إلى تحدّ آخر، وهو التكنولوجي، ومدى قدرة الإفراد المشاركين في العملية التربوية على التعامل مع الأدوات التقنية وبمهارة عالية.
التحدي الاقتصادي/ اقتصاديات التعليم، فالتربية تتأثر بحجم الإنفاق على التعليم، لتمكينه من التفاعل مع الانفجار المعرفي والتقني، وتمويل الأساليب المتطورة في العملية التربوية: مثل الكتاب الالكتروني، والتعلمّ الذكي، وإيجاد المدرسة الذكية، أو ما يعرف باللغة الانجليزية (SMART SCHOOL) وهي أحرف ترمز إلى مفاهيم:
المعيارية، والمادية، والتطبيقية، والواقعية والمبرمجة: فعاليات وأهدافاً.
*فهل لدينا القدرة على استشراف متطلبات هذه التحديات: وفي تقديري أن المتطلبات البشرية (كفاءات متخصصة) والفنية (مختلف الأدوات التقنية) والمادية (تمويل التعليم) يمكن توفيرها إذا ما أدركنا أهمية (الاستثمار في التعليم) من أجل (رأس مالٍ بشرى) مؤهل بكفاءة عالية.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير