facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

مؤتمر الجامعة الهاشمية "قصة وطن"

مؤتمر الجامعة الهاشمية قصة وطن

د. جمال الشلبي

القبة نيوز-يمتدح كاتبنا الكبير هاشم غرايبه في صفحته على الفيسبوك رئيس جامعة معروف بالإعلام بتحقيق الكثير من الانجازات، التي لم تنعكس كثيراً على ما يبدو - في الواقع - على الجامعة وأسرتها الأكاديمية والإدارية، بعنوان مثير: "نعم نستطيع" قائلاً: "لا يكفي أن أقول (قصة نجاح) فقد استعمل المصطلح في غير محله كثيراً ولكني أقول (قصة وطن في الجامعة الهاشمية)"!


لقد استفزني المنشور، لأني ابن الجامعة الهاشمية منذ عام 2000 وإلى اليوم، وأعرف الخفايا الظاهرة منها والباطنة.
وعلى الرغم من صمتي وعدم رغبتي في الانجرار في التعليق على كل الأخطاء المرتكبة، هنا أو هناك، إلا أنني أجد نفسي مضطراً إلى الكتابة هذه المرة كون الأمر ليس شخصياً بل مؤسسياً من ناحية، وقد تكرّر أكثر من مرة هذا العام فقط، من ناحية ثانية.

بداية، أؤكد على ما قاله الكاتب المعروف غرايبه في عنوانه المكثف، والجاذب والعاطفي "نعم نستطيع"، بسؤال بسيط ومباشر: ولكن بأي ثمن؟

وللإجابة، لن أدخل بتفاصيل طريقة تعيين رؤساء الجامعات، وما يقومون به، وما يحقوقنه من إنجازات "لا تغني ولا تسمن من جوع" إلا في عقولهم ووثائقهم الرسمية، التي لا تعكس بالضرورة الواقع الأكاديمي والمعرفي للجامعة، بل أود فقط أن أسأل بتوسع كاتبنا الكبير غرايبه: هل يستطيع رئيس جامعة في العالم أن يُلغي انعقاد مؤتمر دولي كبير في جامعته تحت عنوان "الخطاب العربي في الألفية الثالثة"، بمشاركة 38 شخصية محلية وعربية ودولية من الشخصيات الرفيعة، فكرياً وأكاديمياً وسياسياً، قادمة من 17 دولة، قبل عدّة أيام فقط من انعقاده، لرفضه توقيع شراء التذاكر وحجز الفنادق لإقامتهم؟!

وإذا كان هذا الرئيس أو ذاك لا يريد المؤتمر؛ فلماذا يقرّ له دعماً مالياً وصل 10 الاف دينار؟ ولماذا يُشكّل "لجنة تحضيرية" له برئاسة عميد كلية ومجموعة من الأكاديميين سُمح لها بالبحث عن مصادر أخرى لدعم المؤتمر – وكأن الجامعة فقيرة مالياً - طيلة 3 أشهر أسفرت عن جمع مبلغ يقدر بـ10 الاف دينار من مؤسسات وطنية تمّ وضعها في "حساب خاص" للمؤتمر، من جانب الدائرة المالية، للسير قدماً في هذا "المؤتمر المنتظر"؟

كيف نُصدق أن "الريس" لا يرغب في عقْد تظاهرة فكرية تناقش "الخطاب العربي في الألفية الثالثة" منذ البداية، في حين سُمح للجنة التحضيريةأن تعقد مؤتمراً صحفياً للإعلان عنها في مبنى الرئاسة وبضيافة منها، وبحضور ممثلي صحف ومحطات تلفزيونية وإذاعية أردنية قبل عّدة أيام فقط ؟!

المشاركون في المؤتمر شخصيات معروفة لديها منجز معرفي وفكري يشار إليه بالبنان، منهم هشام غصيب، وفواز عبد الحق، وذوقان عبيدات، ووليد عبد الحي، وعبد الله عويدات، وإبرهيم السعافين، وبسام العموش، وجمال مقابلة، والقس سامر عازر، وأحمد الشبول، وتوفيق شومر، وبسام بطوش، ورضوان المجالي، وأيمن الهياجنة، ومروان عبيدات.. وغيرهم من الأردن.

وكان من المفترض أن يحضر أيضاً الصادق الفقيه أمين عام "المنتدى العربي" السابق من السودان، ووجيه قانصو مدير "المعهد الملكي للدراسات الدينية" من لبنان، وصفي الدين خربوش وزير الشباب والرياضة في مصر الأسبق ووكيل كلية القانون والعلوم السياسية، وسعيد يقطين أستاذ الأدب من المغرب، وإبراهيم عبد الله علامة النقد الأدبي، وآنييس ليفالوا نائبة رئيس "معهد الدراسات والبحوث الشرق أوسطية في باريس(iReMMO)، ومعهد الدراسات السياسية في باريس(SCENCE PO)، وآن كريستين جونسون من جامعة غوتنبرغGothenburg من السويد. هل يستحق هؤلاء الرموز في عالم الفكر والأكاديميا والسياسة أن يُعتذر لهم على هذا النحو؟!

ولا تقلّ أسماء رؤساء الجلسات أهمية عن المشاركين، فهم أصحاب خبرة فكرية وسياسية معروفة لدى الجميع أمثال: نبيه شقم، وعزمي محافظة، وصبري ربيحات، وجريس سماوي، ومحمد داوودية، ومروان الفاعوري، ومحمد مصالحة، ومحمد القدومي (مع حفظ الألفاب لهم جميعاً). وهل يُعقل أن يعتذر إلى جامعات القاهرة، وباريس، و"الأمريكية" في بيروت، وبيرزيت، وغوتنبرغ، وورقلة، وتونس، و"محمد الخامس"، والجزائر، ودمشق، والجفلة، والكويت، والإمارات، وصفاقس، وسيدني، والجلفة، وقطر، بالطريقة نفسها؟!

وماذا عن المشاركين من "جامعة شيان للعلاقات الدولية الصينية" التي اعتبرت أن اشتراك باحثين منها في هذا المؤتمر يمثّل "باكورة" للتعاون مع الجامعة، ومناسبة لتحضير زيارة رئيس جامعتهم في الشهر المقبل لتوقيع اتفاقية لبناء مختبر لغة صينية، وتبادل الخبرات الأكاديمية المدفوعة الأجر من طرفهم؟ {علماً بأنه قد تمّ دعوتهم من جانب الرئاسة مباشرة؟} !

وهل ستبقى صورة الجامعات مشرقة كما كان يُظنّ لدى المنظمات والمؤسسات المساهمة في دعم هذا المؤتمر مثل: منظمة النهضة العربية للديموقراطية والتنمية (أرض)، التي ساهمت بـ 4000 الاف دينار، و"شركة البوتاس" بـ 2000 دينار؟ وكيف سُتقيم هذه المنظمات طريقة العمل المؤسسي في الجامعات؟ {من المؤكد بأنها ستسترجع أموالها لعدم التزام الجامعة بشرط العقد الموقع بيننا بسبب الذكاء المؤسسي العميق!}؟
ويبقى السؤال الأهم من كلّ ذلك: لمصلحة من تُحكم الجامعات من جانب "الهواة من الرؤساء"، الذين تحكمهم المزاجية والشخصنة، غير آبهين بمصلحة الجامعات ومصلحة الدولة الأردنية في الخارج قبل الداخل؟
إنها سياسة "الأرض المحروقة" التي يتخذها كثير من رؤساء الجامعات في الأردن، في حالة العجز والهزيمة والانهيار، من دون أي شعور بالمسؤولية أو المساءلة من جانب أصحاب القرار المتخصّصين في دولتنا العميقة، وهنا يجب علينا التفكّر والتأمل كثيراً في جامعتنا وإدراتها مستقبلاً.

وأخيراً، وعودة إلى افتراض أو سؤال، وربما استنتاج كاتبنا الكبير هاشم غرايبه، "نعم نستطيع" في أن نُلغي مؤتمراً بهذا الججم وبهذه الأهمية!

نعم يستطيع الرئيس، واستطاع أكثر من مرة. ويستطيع دوماً، وهكذا "نستطيع مع غرايبه"؛ وتحيا "الأنا"!
أما أنا واللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر التي أتشرف برئاستها فبالتأكيد " لن نستطيع " نهائياً وللأبد!!
حمى الله الأردن، وشعبه، وقيادته الهاشمية، وجامعاته الشامخة دوماً.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير