خبراء: توافق لبناني على حكومة تكنوقراط والحريري أقرب لرئاستها
القبة نيوز-دخلت الاحتجاجات الشعبية في لبنان أسبوعها الرابع، حيث تحول الحراك من قطع للطرقات إلى اعتصامات أمام المقار الحكومية والمصارف ومنازل السياسيين.
بالتوازي مع الاعتصامات تجري مشاورات عدة بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، خاصة في ظل الخلاف القائم، هو طبيعة الحكومة، التي يرى البعض أنها يجب أن تكون حكومة تكنوقراط لإرضاء الشارع، فيما يرى البعض الآخر أنه يجب أن تتضمن وزراء سياسيين وتكنوقراط، فيما تظل هذه المشاورات غير معلنة، حيث يرفض العديد من المسؤولين التصريح بأية تفاصيل حول الأمر.
بحسب معلومات الخبراء في لبنان، فإن الاتجاه الأرجح الأن سيكون بتسمية الحريري لرئاسة الحكومة الجديدة، غير أن هذا الأمر لم ينل التوافق الكامل حتى اليوم.
من ناحيته قال العميد شال أبي نادر الخبير الاستراتيجي اللبناني، إن ثمة تجاذبات حتى الآن بين الأطراف السياسية، أي أنها لم تتوافق بشكل كبير على ترأس سعد الحريري للحكومة الجديدة حتى الآن.
إعادة تسمية الحريري
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"، الجمعة، أن الاتجاه الذي يؤيد إعادة تسمية الحريري مرة أخرى على رأس الحكومة بدأ يتمحور لأسباب عدة تتعلق بالتسويات السياسية التي جرت خلال انتخاب رئيس الجمهورية وتمثيل "حزب الله"، وهو ما يشير إلى أن التوافق على إعادة رئاسة الحكومة سيكون نهاية المطاف.
وأوضح أن الاتجاه الأن من قبل الحريري هو تشكيل حكومة ترضي الشارع بالكامل وأن تكون حكومة تكنو قراط دون سياسيين، وهو ما لا يرضي الأفرقاء السياسيين، خاصة أن الوزراء هم من يقررون سياسة الدولة، وهو ما لا يمكن تركه للاختصاصيين، خاصة أن الانتخابات الديمقراطية الأخيرة شكلت كتل سياسية هي من تحدد سياسة الدولة.
وأشار إلى أن السيناريو الأقرب هو تشكيل حكومة تتضمن وزراء اختصاصين وسياسيين معا، وأن الأمر قد يستغرب بعض الأشهر لتشكيل الحكومة الجديدة، وأن المشاورات التي تجرى الآن قد توفر الكثير من الوقت، خاصة حال تسمية رئيس الوزراء تكون المشاورات الخاصة بأعضاء الحكومة قد انتهت.
وفيما يتعلق بالحراك فيالشارع اللبناني، يوضح أبي نادر أن السلطة مستعدة للتواصل مع بعض من يمثلون الحراك، للوصول إلى حلول مرضية.
مطالب شعبية
يقول المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز، إن الانتفاضة الشعبية في لبنان كانت عابرة لكل الطوائف، وأنها طالبت بحكومة إخصائية برئاسة شخصية نظيفة الكف، وتتمتع بالنزاهة والاستقلالية التي حمت لبنان منذ 30 عاما.
ويضيف الرز أن معظم القوى السياسية في لبنان تتوافق على هذه المطالب، خاصة أنها أدركت خطورة عدم تلبية مطالب الشارع في هذا الإطار.
وأوضح أن القوى التي تتوافق على تشكيل حكومة تكنوقراط تتمثل في الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، والقوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، والتيار الوطني الحر، فيما تشير بعض المعلومات عن أن الحريري سيعزف عن تشكيل الحكومة الجديدة ما لم تكن حكومة تكنوقراط.
يشدد الرز على أن الموقف الوحيد الذي يشكل عقبة في إطار تشكيل مثل هذه الحكومة يتبناهحزب اللهوحركة أمل، حيث أن الأخيرة لا تريد تشكيل حكومة أخصائيين بسبب أن المهمة الأولى لهذه الحكومة ستكون استعادة المال المنهوب ومحاسبة ناهبيه.
وبحسب الرز فإن "حزب الله" لا يريد حكومة أخصائيين، خاصة أنه يريد حكومة له دوره الأساسي فيها حتى يتمكن من مواجهة العقوبات الأمريكية المفروضة عليه.
وأوضح أن رفض الانتخابات المبكرة يتعلق بالتخوفات منكشف عمليات الفسادوالتي تؤثر بشكل كبير على شعبية التيارات السياسية في لبنان، وأن التوجه الآن لتشكيل حكومة إخصائيين قريبة من الأحزاب أو من داخلها.