facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

غزة بين الركام والخيار الأخير: خطة ترامب تضع حماس أمام مفترق طرق

غزة بين الركام والخيار الأخير: خطة ترامب تضع حماس أمام مفترق طرق

القبة نيوز - بعد عامين من القصف والتشرد والمعاناة، يتمسك سكان قطاع غزة بخيط أمل أخير قد ينهي حرباً قلبت حياتهم رأساً على عقب، وأودت بحياة عشرات الآلاف من أحبائهم. هذا الأمل يتمثل في الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تطرح وقفاً فورياً لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، لكنها تتضمن أيضاً بنوداً سياسية مثيرة للجدل، أبرزها حظر نشاط حماس ونزع سلاحها وتشكيل حكومة انتقالية بإشراف دولي.

في ظل غياب أي بوادر لحل داخلي، يرى كثيرون من سكان غزة أن الكرة الآن في ملعب حماس، التي تواجه خياراً مصيرياً: إما القبول بخطة تفرض واقعاً جديداً، أو الاستمرار في مواجهة عسكرية قد تعني مزيداً من الدماء والدمار.

في أحد أحياء غزة المدمرة، يعيش عامل البناء محمود بلبول بين أنقاض منزله مع أطفاله الستة، ويقول: "على حماس أن تقول نعم لهذا العرض. رأينا الجحيم بالفعل”.
حال بلبول لا يختلف عن آلاف الغزيين الذين لا يملكون سوى الانتظار، ويرون في المقترح الأميركي ومضة أمل رغم مرارته، وفق مقابلات ميدانية أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز”.

وبينما لم تصدر حماس ردها الرسمي بعد، تعكس المؤشرات على الأرض ميلاً شعبياً متزايداً نحو القبول، حتى وإن كان بشروط صعبة.
نسايم مقاط، وهي نازحة من شمال القطاع، تقول: "نموت بلا سبب ولا أحد يهتم لأمرنا. على حماس أن تفكر فينا أكثر، وفي ما مررنا به”.
أما عبد الحليم عوض، صاحب مخبز في دير البلح، فيعبر عن استعداده لدفع "أي ثمن” مقابل إنهاء الحرب، لكنه يشكك في نوايا الحركة: "لو كانت حماس تهتم بما يريده الناس لما كنا في هذا الوضع أصلاً”.

وفي خان يونس، يقول محمود أبو مطر، الذي تنقل قسراً مع أسرته: "أتمنى أن يُفرض الاتفاق كأمر واقع على الجانبين، من دون أن يُترك لهم خيار”.

ويضيف بغضب: "الذين يتفاوضون نيابة عني يجلسون في غرف مكيفة. لا يعرفون شيئاً عن السير نصف ساعة للحصول على ماء، أو البحث عن كيس طحين يُقتل الناس بسببه”.

وتتطلب خطة ترامب من حماس إطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق، مقابل إطلاق إسرائيل نحو 250 أسيراً محكوماً بالمؤبد، و1700 معتقلاً من غزة، وتسليم رفات 15 فلسطينياً مقابل كل جثة رهينة إسرائيلية.

لكن البنود السياسية قد تشكل حجر عثرة أمام الموافقة، خصوصاً ما يتعلق بإقصاء حماس عن الحكم ونزع سلاحها. وبينما تواصل الحركة دراسة بنود الاتفاق، يبقى سكان القطاع في ترقب مشوب بالخوف، وأملهم الوحيد ألا تضيع هذه الفرصة كما ضاعت سابقاتها.

كما ختم محمود بلبول بحسرة: "كفى، يكفي. لا نريد أكثر من أن نعيش بسلام، حتى لو كنا تحت الركام”.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير