facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

هواجس وجنون

هواجس وجنون
لارا مصطفى صالح

القبة نيوز-أعيش منذ ٤٣ عاما، وفقا لتقويم قلبي لا للتقاويم والمناسبات الرسمية والدينية. ومشاعري الإيجابية والسلبية وطبائعي الحسنة والسيئة منقوشة على بضع شرايين خبأتها في قلبي. وصراحة، لا يتصل رمضان بتفاصيل حياتي ولا يملك أية سطوة عليها. ولا يعني لي أبدا أن يهنئني أي شخص بحلوله أو بحلول أي شهر غيره بجمل مكررة مثل كل عام وأنت بخير ورمضان كريم وتقبل الله طاعتكم.. إلخ.. لكن يعنيني أن تسألني "كيف حالك؟" بقلب لم يرتد عباءة الدين. بل بصدق سخي وإنسانية بكر، تماما مثل أهازيج الفلاحين المطرزة بألوان الزيتون والزعتر.

 في الحقيقة أمور كثيرة لا تعنيني في الحياة. مثلا، لا تعنيني توجهات فريقي ريال مدريد وبرشلونة الدينية والسياسية ولا أصول ومنابت اللاعبين أو ميولهم الجنسية. إنما تعنيني ضحكة أبو فراس المجلجلة عند خروج برشلونة جارا أذيال غطرسته أمام خصمه أيا كان. 

 ولا يعنيني أيضا، أن تنعتني سرا أو علنا بالبومة أو المزاجية أو أي لقب آخر حتى لو كان حية بسبع روس، لكن يعنيني أن لا ترتب كلامك أمامي كما يرتب كاتب أزهاره ونسائه في نص هربت روحه ذات ظهيرة باردة. 

 ولا تعنيني كذلك الحفلات والندوات والأضواء ولا شهية لي لإصدار كتاب. لكن يعنيني أن أقرأ نصا فاتنا، جارفا، جارحا يتسربل بالبهاء والجمال. نص أبكي فيه أطيافا لا وجود لها، وأحلاما يصعب تحقيقها، وخطايا لا يمكن الاعتراف فيها، وشكوكا كبيرة! نص أقرؤه وأسند جسدي المتعب إلى كتف عمّان وألوذ بما تبقى من هواجسي وجنوني.
 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير