facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

ستبقى القدس عربية

ستبقى القدس عربية

خالد الاسمر الازايدة

القبة نيوز-لم يكن بامكان بريطانيا العظمى قبل ما يقرب من مئة عام من ان تفصح عن وعد بلفور او اتفاقية سايس بيكو قبل ان تمهد طريق هذه الخطوات باضعاف العرب واليوم تحذو الولايات المتحدة الامريكية حذو بريطانيا العظمى قبل اعلانها عن حيثيات صفقة القرن، فنراها تزرع بذور الخلافات والفوضى في البلاد العربية والاسلامية، بدعوا المذهبية والخلافات الطائفية للوصول الى مبتغاها الحقيقي في تفتيت المفتت اصلا، وذلك بعد ان اختبرت وبشكل عملي تطبيقات نظرية الفوضى الخلاقة في البلاد العربية بحجة دعم حقوق الشعوب المقهورة من حكامها المستبدين، وافساح المجال امام القوى الثورية لهدم اركان الدول وزعزعة الامن والاستقرار فيها، تمهيدا لوثوب القوى الإرهابية الظلامية لتتسيد الموقف وتشوه صورة الاسلام في نظر حتى المسلمين الذين يتلحفون بدثار الحداثة والتقدم، ولكي يكتمل مشهد الانكسار العربي والاسلامي، يتم الان تقديم حركة الاخوان المسلمين كحركة ارهابية بعد ان كانت ولامد قليل عنوانا للاسلام المعتدل، ولعل في ذلك رسالة واضحة لتركيا بان دورها في سياسات الاحتواء قادم، بعد ان تفرغ من تاديب طهران بعد ان توسعت في نفوذها في المنطقة على غير ما حدده لها سياسيو البيت الابيض سابقا ايام غزو العراق، كل هذه المعطيات جاءت لتؤسس لمخطط احكام الهيمنة الاسرائيلية على المنطقة، غير ان الجديد في هذا المخطط الجديد القديم انه يلقى في هذه الايام دعما من انظمة عربية تامرت على نفسها قبل ان تتامر مع اعدائها، وبدأت تامرها في صورة الانقلاب على مستويات الادراك المفاهيمي لصورة العدو والصديق لصالح إسرائيل من خلال تسويق الوهم للشعوب في صورة ( العدو المظنون والعدو المضمون) ففازت ايران بالوصف الاخير لتاتي إسرائيل لناحية العدو المظنون، كل هذا جاء تمهيدا لصفقة القرن، وليت الامر وقف عند هذا الحد بل تعداه ليصل الى استعمال ورقة المساعدات الاقتصادية للضغط على الاردن قيادة وشعبا للانغماس في شبهات هذه الصفقة.

الا ان حكمة جلال الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم جعلت سهام كيدهم ترتد الى نحورهم، فجلالته من اؤلائك النفر الذين يبصرون في الزمن العاصفة بهدي البصيرة لا بشدة الابصار، وكيف يرجون ممن اسرجوا في بيوتهم قناديل النبوة ان يجارونهم في التامر على الامة وعلى الاقصى، ولما كانت الامة العربية والاسلامية تشرأب اعناقهم الى بني هاشم كلما ادلهم امر او عظم خطب، فقد جاءت وقفت جلالته الصارمة من كل هذه المحاولات، خير دليل على بقاء الهاشميين على عهد الوفاء لامتهم مهما كانت التحديات والمخاطر، وكان اقدارهم تسوقهم الى المعالي رغم انوف الحاقدين والجاحدين.

ومن خلف القيادة يقف شعب لم يكن في اي يوم الا السند والظهير للامة العربية والاسلامية، ولم يعي يوما بتحمل المصاعب والاهوال دفاعا عن شرف الامة وحقها، يتسلح دوما بحجم الحب الذي يتبادله مع قيادته الهاشمية، حبا بحب ووفاء بوفاء، ليكون هو وقيادته في انسجام دائما في مستويات الادراك المفاهيمي لتحديد العدو والصديق.

ان عناوين المرحلة القادمة لن ترتد عن ثوابت النهج الاردني الراسخ في وجدان ابناءه وبناته، في الانحياز دوما لمصالح الوطن والامة وستبقى القضية الفلسطينية هي قضية الاردن المركزية، حتى ولو تنكر لها كل العرب والمسلمين فاقدارنا ان نرابط متحدين مع قيادتنا نصد كل هجمات الاطماع عن القدس وفلسطين ويصدق فينا هنا قول الشاعر ( ومن يخطب الحسناء لم يغلية المهر) .

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير