أميركا نحبها أم نكرهها؟ (3-3)
- تاريخ النشر : 2019-01-15 17:05:41 -
القبة نيوز-كانت الشوارع الأردنية والعربية تفيض بالمتظاهرين الأردنيين والعرب، سخطا على القواعد العسكرية الأمريكية والأجنبية، ورفضا لاتفاقيات الحماية والوصاية الأجنبية، وإصرارا على جلاء القوات الأجنبية.
اليوم، «تستضيف» عشرات الدول، مئات القواعد العسكرية في أراضيها، وتعتبر أن «الجلاء» عن أية قاعدة عسكرية، هو عقوبة وليس تحررا من الاستعمار.
تحتج دول الشرق الأوسط على الانسحاب الأمريكي من قاعدة التنف السورية !!. ويضطر بومبيو وزير الخارجية الأمريكية، إلى القيام بزيارات «تطمينية»، شملت 9 دول عربية، لتطويق ردود فعل حلفاء اميركا العرب، على سحب القوات الأمريكية.
إن التزامات اميركا ومسؤولياتها ومصالحها، ودواعي محاربة الإرهاب، والعقدة الإيرانية الضخمة أمام المنشار الأمريكي، تجعل من المستحيل ان تغادر اميركا الشرق الأوسط. فقد برهنت هجمة11 سبتمبر 2001، أن أمن الشرق الأوسط، ملتحم كليا بالأمن القومي الأمريكي وبالأمن العالمي، وانه لا بديل لأميركا سوى الفراغ، الذي ستحل فيه إيران وروسيا والصين والمنظمات الارهابية. المطلوب الآن عربيا، هو بقاء قوة الردع الأمريكية.
والمؤكد أن اميركا ستزداد حضورا، عسكريا واقتصاديا في الشرق الأوسط، بهدف التصدي الجبهي لإيران. وهو ما يستدعيها لاعادة تنظيم الصفوف وتحديد مراكز الحلفاء وقدراتهم وواجباتهم العسكرية والاقتصادية.
القمة الدولية المقرر عقدها في وارسو في 13و 14 شباط القادم، هي النصف الثاني المكمل للتجهيزات الامريكية، بعد القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض 20 و 21 أيار 2017 لمواجهة النفوذ الإيراني والحد منه، و منع طهران من تحويل سوريا إلى لبنان ثانٍ.
لن تغطي قعقعة السلاح ولا غبار الاستعدادات العسكرية، على الحقيقة الساطعة وهي ان الظلم المتفشي في الشرق الأوسط: الظلم الإسرائيلي المفرط. الظلم المذهبي. ظلم الفساد والاستبداد والظلم الطبقي، هي الحبل السري الذي يمد الإرهاب بأسباب بقائه.
اختلفت صورة اميركا لدينا. لم يعد المتظاهرون يحرقون الأعلام الأمريكية. ولولا المساعدات الأميركية الضخمة لبلادنا، البالغة 1525 مليون دولار عام 2018. وللسلطة الوطنية الفلسطينية البالغة
416.7 مليون دولار عام 2017. (وصلت عام 2013 إلى 1000 مليون دولار)، لعانى شعبانا معاناة قاسية، لا يعرف أحد حدود خطرها.
لا يمس صورة اميركا لدى العرب والمسلمين شيء، كالانحياز المتزايد الى اسرائيل، الذي اشار اليه الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وهو:
الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، نقل السفارة الأمريكية الى القدس، إسقاط قضية اللاجئين عن طاولة المفاوضات، إغلاق القنصلية الأمريكية في القدس، إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، اعتبار الاستيطان شرعيا، توصيف جرائم الحرب الإسرائيلية بأنها دفاع عن النفس، قطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني وخاصة الأونروا، وقف المساعدات لمستشفيات القدس، تهديد الدول التي تصوت لصالح فلسطين في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
تابعوا القبة نيوز على