facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

المشير فتحي ابو طالب .. السيف الذي لا يصدأ .. !

المشير فتحي ابو طالب .. السيف الذي لا يصدأ .. !

القبة نيوز-في الأردن قامات وطنية باسقة؛ تحاكي أحجية الرِّفعة وترتقي إلى سنام الخلود، والجيش العربي الأردني الذي سجل أمثلة أزلية في الاحتراف والانضباط وعفَّة النَّفس والمروءة في الدفاع عن كرامة الوطن، ومصالح أبنائه، ذلك الجيش الذي أنجب قادة ضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة، والأقدام، وقدّم شهداء خلدهم التاريخ لأنهم صدقوا ما عاهدوا الوطن عليه فكان حابس، ومشهور، وخالد هجهوج، وعطالله غاصب، وتحسين شردم، وفتحي أبو طالب وآخرون؛ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

الذي دفعني للكتابة عن المشير المرحوم فتحي ابو طالب هي تلك المعاني السَّامية التي تجسدت في سجاياه العسكرية، والشخصية. فالمشير تجاوز الرَّغبات الذَّاتية والمناطقية لإفق الاحتراف العسكري الصلب، ووحدة المصير لكل أبناء الأردن، كان عفيفاً في مطالبه، متعففاً في سلوكه الشخصي، والوظيفي، لم يكن جهوياً، ولم يتمثل دور الضحية عندما أحيل الى التقاعد، وغاب عن المشهد العام لإيمانه أن الحياة العسكرية أنقى من كلِّ ألوان السياسة وأوجه النفاق، والتزلف لإشغال الموقع العام.

عندما كان في موقعه العسكري لم يبحث عن امتيازات، ولم يتفنن في المواكب، والأعطيات، ولم يقرّب أو يتقرب من أحد، وتعفف عن دعم أي شخص لإشغال الموقع العام، نقيُّ الخصالِ، رفيعُ الشمائلٍ، كريمُ النَّفس، كان يدرك – رحمه الله – أن السياسة تلوث جمال الاحتراف العسكري، وأن السياسة فن الممكن، والحياة العسكرية فن الضرورة وهذين مفهومين لا يمكن أن يلتقيا أبداً، ومن الصعب أن يتمازجا وفق قواعد النقاء الوطني.

منظومة القيم الوطنية، والعسكرية التي كان يتحلى بها المشير كانت تنبع من ثوابت وطنية راسخة، واسهمت لحدٍ كبير في اختيار معاونيه في ذلك الوقت، فالجندية في قاموس الرجل، وامثاله رسالة لا تختلط فيها الرغبة والمصالح ولا يدانيها القلق، والتردد لأن التَّضحية عنوان لا يحيد عنه أردني حر، والإقدام محطة يتعثر الإردني إن لم يمر بها في ريعان شبابه؛ للدرجة التي أضحى فيها حياء الأردني جزءاً من عقيدة الإنتصار في المعركة.

لا أدري لماذا كتبت عن الرجل رغم أني لم ألتقيه، ولكني توقفت ملياً عند سجاياه في رحلة البحث عنه؛ فقد وجدت فيه القائد الصلب الذي تسلح بالزهد فور خلع بزته العسكرية، وبقي وطنياً صامتاً لا يبحث عن شهرة مصطنعة، ولم يزاود على احد، رحم الله المشير النبيل، وبارك الله بالأرض التي أنجبته، ووري الثرى فيها، وحمى الله وطننا الحبيب وقائدنا الأعلى من كل سوء....!!!

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير