facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

دعوا ذوي الشهداء وشأنهم فمصابهم جلل وألمهم أعمق من سبقٍ صحفي

دعوا ذوي الشهداء وشأنهم فمصابهم جلل وألمهم أعمق من سبقٍ صحفي

رندا حتامله

القبة نيوز- أم ثكلى وأب ملتاع وأطفال يتامى وأرملة منسية وُعِد زوجها بالحور العين  وسياسيون يتراكضون أمام شاشات الإعلام علّهم يسرقون شيئاً من وهج الشهيد وشركات تسابقت لتقديم المنح لأبناء الشهداء مقصدها الترويج لمنتجاتها ، وناشطون عبر السوشيال ميديا نددّوا بالفاسدين وجعلوا منهم شريكاً في دماء الشهداء التي رسمت سياجاً منيعاً لحماية أمن الأردن ، وكتابٌ صحفيون إنتقوا من الشهداء واحداً دون الآخر ليتغنون بمناقبه وكلٌ بحسب البوتقة العشائرية الإقليمية التي ينتمي لها وكأنهم نصبوا أنفسهم على عرش الرحمن ، مقرين أن فلاناً من المنطقة الفلانية يستحق لقب الشهادة ، وأن الشهيد الآخر أقل من أن يذكر في زاويتهم الصحافية !

هذا ملخص المشهد الذي خلفته العمليتان الإرهابيتان في الأردن بين الفحيص والسلط ،وباتت مصائب قوم عند قوم فوائد ، ليست المرة الأولى بل بعد كل حادث إرهابي يقع ضحيته شهيد أو أكثر تكون المادة الدسمة التي يجعل منها الإعلام الأردني دراما تعزف على العواطف ليحقق عدداً من المشاهدات دون أي قيمة تخدم الحدث ، ضارباً الإنسانية في عرض الحائط ، الشهادة طموح يبغيه المسلم لكن الحدث أعظم وأشد على من يوارون التراب على جثة فقيدهم الفراق ليس سهلاً رغم مكانة الشهادة واليتم لن تعوضه أية منحة أو مكرمة ، والثكلى جرحها يظل ينزف وأنينها قُطعت أوصاله يصرخ بداخلها ويعجز الإعلام عنه لاتشاهده الكاميرات ولا تكبره المايكات وتقف الأقلام خرساء عن وصفه والأب الملتاع صدمته لن تترجمها الدموع والطفل اليتيم ببراءته لايعي أي مستقبل من الجفاف العاطفي سيخلفه حرمان كلمة “يابا” .

وسائل الإعلام تعتقد أنها تجذب الجماهير متناسية أنها تنكأ جراح ذويي الشهداء والشركات التي تتخذ على عاتقها المواساة بتقديم المنح تستطيع أن تقدم المنحة دون أن تستظل بشاشات الإعلام متخذة من المصاب الجلل سُلماً تتسلقه لتروج لنفسها . أما عن السياسين اللذين توافدوا أمام الشاشات علّهم يلمعون صورتهم بذهن شباب دوار الرابع متناسين أن ذاكرة الشباب أشد وهجاً وباتوا أكثر نضجاً لدرجة أنهم ربطوا الإرهاب بالفساد واعتبروا أن الإرهاب والفساد وجهين لعملة واحدة ، أمام هذا النضج الذي بات يتمتع به الشباب الأردنيون آن للإعلام الأردني أن ينتهج نهجاً جديداً وآن للساسة أن يلمعوا صورهم بطرق أخرى في ظل نضج العقلية الأردنية ، أما عن كتاب الزوايا الصحفية فليرتقوا وليحترموا حرمة الشهادة فالأرواح التي صعدت للسماء حماية لأقلامهم ولأمنهم من المرتبات العسكرية تستحق جميعها أن تشغل زاويتهم الصحفية بعيدا عن الإقليمية !

راي اليوم
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير