أردوغان الفائز
- تاريخ النشر : 2018-06-24 20:31:50 -
أسعد العزوني
القبة نيوز-جاء نجاح الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، بعد دعوته لإنتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة ،صدمة قوية ومرعبة ليس لنا نحن بطبيعة الحال الذين نرى الأمور بصرا وبصيرة ،بل للذين حرمهم المولى عز وجل من البصر والبصيرة ،ووجدوا أنفسهم يرعون في أرض الله بلا وعي ،لأنهم قبلوا لأنفسهم العيش كالبهائم ،رغم ان هناك بهائم يستفاد منها.
هذه مقدمة لا بد منها عند الحديث عن فوز الرئيس التركي أردوغان الذي وجد نفسه هدفا مشروعا للبترودولار العربي المتصهين ،ولإعلام الغرب المتصهين الذي او للرأي العام أن الفوز هذا اليوم سوف لن يكون من نصيب أردوغان ،لكنه وبحسب نتائج صندوق الإنتخابات وجه للجميع صفعة قوية على أقفيتهم قبل وجوههم .
معروف ان الرئيس أردوغان ليس ساحرا ،ولم يستعن بالجان للتصويت له ،ولم يرتكب الخطيئة العربية المتبعة وهي الإرتماء في أحضان الصهاينة لضمان الفوز والبقاء في سدة الحكم ،بعد أن يتعهد لهم بتنفيذ أجندتهم في المنطقة ،ولو كان ذلك على حساب العقيدة والمبدأ .
لقد دعا الرئيس أردوغان إلى إنتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة ،وسعى للفوز مع أنه أسس له ليس في حملته الإنتخابية الأخيرة ،بل مذ كان رئيسا لبلدية إستانبول ،وسجل أنصع صفحات الشرف والأمانة ،بمسلكياته وممارساته البعيدة عن الفساد والإفساد،وهذا بطبيعة الحال تطبيقا لنهج حزبه الإسلامي حزب العدالة والتنمية .
ليس سرا القول أن حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه النزيه أردوغان الآن ،أنقذ تركيا من الإنهيار والإفلاس عام 1992،ووضعها منذ أن حكمها بالعدل في رأس قائمة الدول المتقدمة ،رغم تقلبات الإقليم العاصفة والعداء الصهيو-إسرائيلي البترودولاري له، بسبب موقفه من الحصار الغاشم المفروض على غزة ،ورفضه لتهويد القدس ،وموقفه الصارم من صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية والأردن الرسمي الهاشمي على حد سواء.
نجح الرئيس أردوغان في التصدي لململات الداخل الممولة من الخارج صهيونيا وبترودولارا،ولم يسجل عليه إراقة نقطة دم واحدة من معارضيه ،ولكنه تصرف بكل الحكمة المعهودة ،وتصرف كما يتصرف الرجال في مواجهة الأزمات ،وتولى مواجهة خصومه بنفسه ،ولم يلجأ لشراء المرتزقة كي يعيثوا في بلاده تقتيلا.
جربوه فإنتخبوه ،ولذلك حق له ان يشكر شعبه فور الإعلان عن فوزه ويقول انالشعب كلفني و تحالف حزب العدالة والتنمية ،وهذه بادرة تحسب له ،لأن الفوز لم ينسه واجبه تجاه شعبه،وهذه رسالة للجميع ان من يتدثر بشعبه ،لن ينال منه كائن من كان ،حتى لو تسلح بأسلحة الإنس والجان معا. تركيا أردوغان نظيفة وجاذبة وتحولت المدن التركية في عهده إلى حدائق غناء ،وشوارعها منظمة وتخطيطها يبعث على الفرح ،علما أن بإستطاعته عدم بذل جهد كاف لذلك بحجة ان الوضع في الإقليم لا يسمح وان تركيا تواجه التحديات ،لكنه أردوغان الذي سجل نجاحا مبهرا منذ أن تولى مقاليد الأمور في بلده رئيسا لبلدية إستانبول ورئيسا للوزراء ومن ثم رئيسا منتخبا.
بعد التهنئة من الأعماق بالنجاح الذي حققه الرئيس أردوغان ،ندعو القائمين على حزب العدالة والتنمية في تركيا ،إلى أخذ العبرة والدروس من هذه الإنتخابات والبدء بحملة إنتخابية مقبلة للحصول على فوز أكبر.
تابعوا القبة نيوز على