الجيش أغلى ما نملك .. فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى
بكل جرأة طلبت منظمة العفو الدولية يوم أمس من الأردن (ضرورة ابقاء حدوده مفتوحة أمام دخول اللاجئين ) وكأنه مطلوب منا في الأردن أن تبقى مضافاتنا ودواويننا وصالات ضيوفنا وغرف نومنا مفتوحة لمن هبّ ودبّ ، وأن نستمر في تقديم القهوة العربية الأصيلة لهؤلاء الضيوف واللاجئين والعابرين وأبناء السبيل والمؤلفة قلوبهم على حساب الدم الأردني الطاهر ...
يا أخي ليفهم الجميع ... لقد كسرنا دلال القهوة العربية التي ما زلنا نقدمها للضيوف منذ عشرات السنين من باب النخوة والجيرة والإنسانية ودون أي مقابل ، بعد أن أصبحنا نقدم بين الحين والآخر (كل خمسة شهداء دفعة واحدة) ويتركون من خلفهم أيتاما صغار وأرامل ما زال بعضهن لم تُكمل فرحة الزفاف ... كل ذلك بسبب (طيبة القلب الأردني المتسامح) .
صحيح أننا تربينا على القيم الهاشمية الصادقة ، وأن العالم اعترف ويعترف لنا بمصداقيتنا وقدرتنا على احتواء جرح الأشقاء وآلام الأصدقاء ... ولكن عندما يصل الأمر الى ( الدّم الأردني) الطاهر وخصوصا خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام ... فإن فضاعة هذا الأمر يجب ألا تكون ... وإن كانت فيجب ألا تدوم ...
واذا كنا منذ عام 1985 نردد عبارة (الانسان أغلى ما نملك ) فهذه المرة نقولها وللأبد (الجيش أغلى ما نملك ) وما دام الجيش الذي فقدنا خلال خمسة عشر يوما (12 شهيدا من أفرادهالابطال ) هو اغلى ما نملك واغلى ما سنملك ، فإن اقرار (علاوة ميدان بمئة دينار ) لكل فرد من افراده أصبحت ضرورة ملحة وقبل عيد الفطر مباشرة ... نعم لتبقى حدودنا مغلقة حتى يعرف الغير أن السياج الأردني المقدس لا يجوز دخوله أو عبوره من قبل ناقضي الوضوء مهما كانت جنسياتهم ... وابطال نظرية الضيافة الأردنية المفتوحة ... لأن رغيف الخبز الذي يشاركنا فيه الغير أصبح مجبولا (ومعجونا) بدماء ابنائنا الشهداء ... كفى : فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.
واما تلك الدول التي تريد المزاودة على مواقف الأردن والأردنيين ... تفضلوا وافتحوا حدودكم اذا كانت لديكم بقايا من انسانية على هؤلاء اللاجئين ... فقد شبعنا من هذا العُهر الذي تمارسه بعض المنظمات الدولية وبعض الدول وبعض الفضائيات التي هي (فضائحيات وليست فضائيات تلفزيوينة) فنحن شعب اردني عروبي الهوى واسلامي التسامح وهاشمي الكرم ، ودفعنا من لحم اكتافنا ومن دم شراييننا ومن أرواح شبابنا ... أكثر مما دفعته قارة بأكملها بخصوص التعامل بإنسانية اللجوء ,,, فعند كرامة الأردن ... وعند حدود الأردن وعند أقدام الشعب الأردني ... فلتتوقف كل الطبول الفارغة عن العزف على أوتار دموع التماسيح بحجة التعامل الإنساني على حساب وطننا وعلى حساب ارواح ابناء قواتنا المسلحة البواسل ، وعلى حساب يُتم اطفالنا وترمل نسائنا ، وعلى حساب زعزعة أمننا الوطني ، والذي لم ولن يتزعزع بمشيئة الله الى يوم الدين ... فلتبكي كل العيون ولا عيون أمي تبكي.
نجم الدين الطوالبة