النساء يتبعهن الغاوون ...
القبة نيوز-فـي جوهر الكتابة عن المرأة تصبح التجارب الشخصية معيارية ...ليس بالضرورة أن نكون خبراء قانونيين أو فقهاء دين ،لأن منعكس طقوس المجتمع وسلوكه يتبدى في حياة أفراده.
المرأة كائن معياري لقياس حضارة المجتمع وتقدمه ،تصادف صباحي هذا مع فيلم سينما يستعرض من خلال قصته وبطلتها إعلامية ،حكايات نساء معنفات ومضطهدات، وينتهي بهالامر أي الإعلامية ان تصير ضيفة نفسها في البرنامج بوجه مشوه .
وتنتصر على كبتها أوجاعها النسوية بالعلنية وإنقاذ دمعتها التي رافقتها وهي تستمع لغيرها وانقلابها إلى ضحكة ..لحظة انتصرت على نفسها بالاعتراف وسبب هذا الاعتراف هو انتقال القهر من النفسي إلى الجسدي .
ونهاية مسرحية الابتسامات الحضارية المغلفة باللباقة بينما يحتقن هذا الزوج اللبق بالحقد على نجاحات زوجته وعدم قدرته على مواكبتها وإصراره على اتهامها بإعاقة مسيرته وتحميلها فشله الشخصي.
هذا كله يعيد إلى واجهة حياتي مفاصل مهمة سواء تجربة الطلاق التي أعاقت عمري سنوات عدة لمجرد اني انا الكاتبة النسوية التي تجاهر بكل عورات المجتمع المستورة والمكشوفة،بالمقابل عاجزة عن الاعتراف برغبتي بالطلاق لعدة سنوات.
فأنا صحفية على صفحة مقالتي ..ومجرد رقم نسوي في مدينتي وحارتي وضيعتي، وبينما اعتبر المرأة وطن كنت بالمقابل في مساحات شعبية الحياة على قوائم الانتظار في الحياة .
مجتمعاتنا منصات محاكم ومحكمة النساء تنعقد في الشرق من لحظة ولادة المرأة وتستمر حتى موتها ،وهي محكمة لإصدار الأحكام وليس للتحقق، فالنوايا تدين المرأة ودون تفتيشها والشبهة والشك والنسب والجذر والأم والجدة...والعرق الدساس...
أفكر في استرجاع القصص التي عبرت مسيرة عملي السابقة بخبرات سابقة وأفكر احيانا في أهمية إعادة تقييم مستوى الوعي الذي امتلكته وقتها واجتهاداتي الغارقة برواسب المجتمع والمغلفة بأحلام الحقوق والحريات ..حتى قصور امومتنا بفعل الجهل يحتاج نقاش ..الجهل يحبط العاطفة لأن العاطفة تحتاج رقي الممارسة..
جربت كثيرا التوصل إلى آليات لاختراق تكالب المجتمع على حماية القاتم من سلوكه وروحه...للمجتمعات روحها أيضا..
لكن القصة تحتاج مأسسة ...والمؤسسات التي تتخصص في إعمار البشر تتطلب مؤمنين بالفكرة وليس أشخاص ملفوفين ببطانيات الشهادات والخبرات ..في بلادنا تدحض العادات والتقاليد كثيرا من العلوم ..يحدث في بلادنا ...أستاذ كيمياء عضوية ويتبع الخزعبلات...ومن هذا المثال ننطلق ونقيس...
يحدث في سورية أن تقفي أمام قاضي يحكم عليكي قبل الحكم في قرارة نفسه انك عاهرة....
يحدث في بلادنا ان ينظر لك قاضي وأنت مغتصبة انك أنت سبب الغواية ...