سلوى ..ما يزال في النفس شجن
- تاريخ النشر : 2018-04-04 13:10:38 -
القبة نيوز - رغم مرور السنين بحلوها ومرها وتقلبات الزمن وغدره ،ما تزار المطربة التي تنتمي للزمن الجميل سلوى العاص صاحبة الحنجرة البلاتينية ، التي فطمنا على أغانيها في صغرنا ونشأنا عليها عند كبرنا ،ما تزال قادرة على العطاء وبنفس التميز الذي إشتهرت به.
بمحض الصدفة حضرت حفلا موسيقيا أسبوعيا مساء الثلاثاء الماضي في مركز الحسين الثقافي التابع لأمانة عمان الكبرى في رأس العين ،وفوجئت بوجودها وغنائها طربا جميلا أبهج النفوس المتعبة ، وأعادت في النفوس ماضيها الجميل ولكن هناك بوح لا يقال هنا ،إذ لا يجوز ان تترك سلوى العاص هكذا بدون ضمان عيش كريم يليق بها وبما قدمته للوطن.
ما أن وقفت السيدة سلوى أمام المايك متجاوزة تعبها ،حتى بثت شموخا معتقا يدل على مكنون نفسها العامرة بالفرح ،وعلت وجهها إبتسامة جميله تشع فرحا يغطي الأردن الحزين بأكمله،وتبدد حزنا ظن صاحبه انه أبدي وصدحت بموال شجي ،قالت فيه ان الهاشميين هم السادة وأنه في حال أصابها ضيم فإنها ستلجأ إلى بيت أبو حسين الهاشمي لينصفها،وهذه إشارة صريحة على مكانة سيد الجميع في نفوس الأردنيين جميعا من شتى الأصول والمنابت كما يحلو للبعض ان يقول.
بعد هذا الإستهلال الذي يحمل في طياته بينا سياسيا يرد بجرأ كبيرة على أصحاب صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية وتتنازل عن القدس للصهاينة ،وتشطب الأردن الرسمي ليخلو لهم ويجلسوا متربعين بأحضان الصهاينة ،غنت أغنية "إحنا كبار البلد"وسط تفاعل الحضور متعدد المستويات لكنه إتحد في تفاعله مع مطربة الزمن الجميل سلوى،ولا أنكر أنني وبدون تفكير عدت إلى الوراء ستين عاما لأجد نفسي أستمع لنفس هذا الصوت الشجي المفعم بالحياة صاحب الرنة المميزة والوقفة البهية.
كان صوت سلوى الرنان في تلك الأمسية الجميلة هو نفسه ذات الصوت التي كنت أسمعه واطرب عليه يافعا ،بدليل ان الزمن رغم قساوته وقسوته لم ينل من عزيمة هذه السنديانة الفنية الكبيرة، رغم المرض وبعض النكران من قبل من لا يعرفون معنى الإنتماء والولاء الحقيقيين للوطن ،وليس همهم سوى جمع المكتسبات المشروعة وغير المشروعة لهم ولأبنائهم ،وكأن الوطن مزرعة تم تطويبها لهم ولذريتهم.
أظهرت الفنانة سلوى انها ما تزال تتمتع بالعطاء وأي عطاء مميز يغني في البداية لسيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ،وتصفه بأنه "كعبة المضيوم" كما يقول اخوتنا في الخليج وخاصة قطر،كما أثبتت انها ما تزال تتمتع ببهاء الحضور والقدرة على شد الإنتباه بدون تكلف ،كما أنها أظهرت ان ذاكرتها ما تزال فتية ،بدليل أن غناءها لم تنتقص منه السنون ،وظهر ذلك في نبرة صوتها وحركة يدها ولغة الجسد بشكل عام .
لم تكن سلوى تصدح في تلك الليلة بحنجرتها فقط بل كانت تشجوا بمكنون نفسها الذي يميزها عن الكثير من مطربات جيلها ،بل كانت تغني ويدها منسجمة مع حبالها الصوتية وإبتسامتها التي كانت تشع فرحا ما بعده فرح تذكرنا بالزمن الجميل الذي مضى ،وأجبرنا على العيش في زمن تلوث بالهزيمة المنكرة حد الإستسلام ،وبهبوط الفن والطرب وتحوله إلى أصوات نشاز تصرخ وسط أفاع تتلوى ويسمون ذلك طربا ،ومن يؤديه فنانا وهو أو وهي أبعد عن ذلك بمسافة تزيد على الفترة ما بين بدء الخليقة حتى قيام الساعة.
تابعوا القبة نيوز على