"الدكتور طلال الشرفات يكتب :- شكرا يا دولة الرئيس"
القبة نيوز - ما نختلف في الشأن العام لا يعني ابداً ان تزول روابط التقدير واواصر محبة النقاء الاردني في العيش المشترك ، واذا كنا قد اعلينا الصوت في التحذير من خطورة غياب سيادة القانون والعدالة في ادارة الشأن العام فهذا لا يجعلنا ننكر عفة اليد ونزاهة الذمة من المساس بالمال العام من شخص دولة الرئيس ، ولا يمكننا من نسيان بعض اللمسات الانسانية لدولته في بعض القضايا الانسانية كما حدث قبل فترة في البادية الجنوبية في شعور انساني نبيل يستحق الاشادة والثناء .
زيارة دولة الرئيس الى البادية الشمالية رغم بعد المسافة عن العاصمة وصعوبة الطريق المهترئ – طريق الموت – والذي ابتلع قبل يومين عائلة بأكملها وقبلها المئات للقيام بواجب عزاء نائب الوطن بفقد عزيز علينا جميعاً هي زيارة مقدرة وتمسح جزء من الشعور بخذلان الحكومة للبادية في مسائل كثيرة ، وهي لفتة تقدر كثيراً في موروثنا الاجتماعي والأنساني وتعبر عن تقدير للبادية بأسرها . الشخصية الاردنية شخصية انسانية وعاطفية بطبعها والنقاء الاردني جنب الوطن الكثير من عثرات السياسة وردود الفعل ومنغصات العيش ووضع الاردن الحبيب على خارطة الصبر الجميل ، وبين الاهتمام والأحترام وجبر الخواطر تجاوز الاردنيين الكثير مما يمكن فعله عندما يشتد الخطب ويتعاظم الظلم .
في البادية جوع وجهل وظلم وفيها عتب يصل احياناً الى مرحلة السخط ، في البادية شهداء كثر وامهات ارضعن اينائهن لبن الحرية لا الاستكانة والخنوع ، في البادية واقع مؤلم في كل المجالات يستوجب ان تتوقف عنده الحكومة ملياً وبسرعة ، في البادية تاريخ مشرق في البناء والوفاء منذ التأسيس يستحق التعزيز والاضافة لا التراجع والخذلان والنكران ، في البادية كبرياء وعنفوان وشموخ يأبى الأقصاء .
سنبقى نختلف من اجل الوطن لا عليه وسنصفق للحكومة بكل وعي عندما تحسن صنعاً وسنبقى نحمل مشعل المحبة في كل الاحوال وسيبقى شعار العدالة لكل الاردنيين عنواناً يحدد مدى اتفاقنا واختلافنا مع الحكومة وسيبقى الاردن دوماً بين الرمش والعين .
شكراً دولة الرئيس