facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

لافي العمارين يكتب.. ايران وإسرائيل تقوض الاستقرار السوري

لافي العمارين يكتب.. ايران وإسرائيل تقوض الاستقرار السوري

بقلم: لافي العمارين


منذ انتصار الثورة السورية وسقوط نظام الاسد استبشر المجتمع الدولي بسوريا مستقرة، فبدأت الدول الاقليمية بالترحيب بهذه العودة، وباشرت بعضها على توطيد العلاقات الدولية والاقليمية مع سوريا الحديثة التي يراهن البعض على انها احد عوامل الاستقرار الاقليمي في الشرق الاوسط، بحكم طبيعة النظام السياسي الجديد والمتسم بالانفتاح على دول العالم الاخر، فاستقرارها يمثل بوابة لنشيط تجاري واقتصادي ومركز جاذب للاستثمار، فيما يرى البعض بأنها الحل لعقد صراع التيارات الطائفية في منطقة الاقليم والتدخلات الخارجية على حساب سيادة الدول 0

مع بدايات انتصار الثورة السورية سارعت الحكومة السورية الى توطيد العلاقات مع جيرانها من الدول الاقليمية، وضبط الايقاع مع دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية، والعمل على اصلاح المكانة الخارجية تجاه المجتمع الدولي، عادت سوريا الى الحضن العربي وشاركت امتها العربية القمة العربية والزيارات الثنائية المتبادلة، وعلى الصعيد الداخلي بدأت بتشكيل حكومة مؤقتة ترتكز على عملية موائمة بين التنوع الاجتماعي في سوريا، لخلق قالب يحتوي كافة اطياف المجتمع والعمل على بناء المنظومة الامنية في المناطق ذات السيطرة الكاملة للحكومة السورية، ووضع دستور يتوائم مع المتطلبات المرحلية لعملية بناء الدولة 0

لقد جاء بناء الدولة السورية مغايراً لما تطمح اليه المشاريع الطامعة في الامة وفي سوريا، ففي الوقت الذي اسقطت فيه احلام مشروعي ايران والكيان المحتل، بدأت انشطة اعاقة بناء الدولة، فما كان يؤمن النفوذ الايراني ولا يشكل تهديداً على حدود دولة الكيان لم يعد موجوداً، ان حتمية علاقات سوريا الجديدة مع تركيا والدول العربية قطع الطريق على هذا النفوذ، وافشل محاولات ابقاء سوريا ولبنان في امتداد هذين المشروعين، منذ ما يقرب العام اخذت كل من ايران واسرائيل على عاتقهما تبادل الادوار في عرقلة مسار بناء الدولة السورية، فكلاهما ساهم في اثارة الفتن الداخلية من خلال الكيانات الطائفية لخلق بيئة مناوئة لنظام الحالي، سارعت اسرائيل الى التوغل في الاراضي السورية مبررة ذلك توفير الحماية الامنية لحدودها، والتدخل في السويداء جنوب سوريا مع بعض من ابناء الطائفة الدرزية بهدف ايجاد كيان يؤمن نفوذها على الاراضي السورية، ويحد من استقرار النظام وبناء ذاته، على الجانب الاخر تعول ايران على الاستثارة الطائفية في فئات المجتمع السورية لتوظيفها في اعادة ترميم نفوذها على الساحة السورية، فبين الحين والاخر تخرج تصريحات المسؤولين الايرانيين بتبني عمليات التمرد للخروج على الدولة السورية من خلال استنهاظ الطائفة العلوية، وعدم الاعتراف بشرعية النظام الجديد 0

لا زال المشهد السوري لا يحتمل تكالب المشاريع مناوئة له، ولا زالت الدولة في طور البناء الحديث، دولة الكيان المحتل تبني مخاوفها من الامتداد التركي على مشارف حدودها، وتتخذ من بناء المنطقة العازلة لفرض واقع على الاتفاق الامني مع سوريا، وأمل توسيع مشروعها على حساب الدولة السورية باتجاه الشرق من خلال محافظة السويداء، في حين ان ايران تمني النفس على استمرار حالة عدم الاستقرار الامني في مناطق الساحل محاولة الحفاظ على ما تبقى من قواعد شعبية تمثل امتداد وتواصل مع الجنوب اللبناني وبذلك الابقاء على شيء من نفوذها، الممارسات الايرانية لازالت متتابعة باستخدام اذرعها النائمة القادرة على خلق حالة ارباك امني في البلاد، وتعمل على اعادة بناء ميليشيات تعمل بأمرتها، ممنية النفس باعادة هيكل مماثل لنظام السابق بما يخدم مصالحها، فيما تعزز اسرائيل الانقسامات الداخلية وهو العامل المشترك مع ايران، وهو ما يقودنا الى التقاء المصالح الايرانية الاسرائيلية في سوريا، رغم توافقات النظام الجديد مع توجهات المجتمع الدولي، وما يمضي به من توطيد للعلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية والتي يلحظ في الاونة الاخيرة تجاوزها للإرادة الاسرائيلية مما دفع نتنياهو لاتهام مبعوث الولايات المتحدة الامريكية (براك ) باجراء توافقات مع النظام السوري على حساب دولتة، معللاً ذلك برفع مستوى المطالبات السورية من أجل توقيع الاتفاق الامني معها 0

الخلاصة بأن الحكومة السورية يجب ان تأخذ على عاتقها ضبط الحالة الامنية بكل جدية، والاسراع في عمليات الدمج لوحدات النظام التي لا زالت تعمل خارج نطاقة، وهنا اشير لمنطقة الحكم الذاتي الكردية والتي اصبحت مدخل لكل من ايران واسرائيل
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير