في خطوة تؤكد مكانة الأردن الرائدة على الخارطة العالمية، حققت المؤسسة العامة للغذاء والدواء إنجازًا وطنيًا رفيعًا بحصولها على عضوية منظمة التفتيش الدوائي التعاوني الدولية (PIC/S). هذا الإنجاز، الذي وضع الأردن كـثاني دولة عربية والدولة السابعة والخمسين عالميًا في هذه المنظمة المرموقة، لم يكن مجرد إضافة رقمية، بل هو تجسيد عملي لإرادة الإنجاز والتميز التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين، حفظهما الله.

 ريادة وكفاءات وطنية: ثمرة التفاني والإخلاص

الأستاذ الدكتورة رنا عبيدات، المدير العام للمؤسسة، أكدت أن هذه العضوية تمثل "انطلاقة جديدة في مسيرة الريادة والتميز العالمي"، واعترافًا دوليًا بكفاءة الكوادر الأردنية.

إن ما يميز هذا الإنجاز هو أنه لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة جهد جماعي متراكم وعمل دؤوب. ففي كلمتها خلال الاحتفال، أعربت الدكتورة عبيدات عن فخرها واعتزازها بكوادر المؤسسة الذين أثبتوا "تفانيًا وإخلاصًا" في أداء رسالتهم، مؤكدة أنهم "عنوان للانتماء والمسؤولية" ومثال للتميز.

هذا النجاح يعكس التزام المؤسسة، منذ تأسيسها، بكونها أول مؤسسة في الإقليم تُعنى بالغذاء والدواء، وتتولى الدور الوطني الحساس في المحافظة على سلامة غذاء ودواء المواطن.

دفع الصناعة الوطنية نحو العالمية

عضوية منظمة (PIC/S) ليست مجرد شهادة فخر، بل هي بوابة اقتصادية واستثمارية ضخمة:

تعزيز الثقة الدولية: تضمن العضوية أن نظام التفتيش الدوائي الأردني يعمل وفقًا لأعلى المعايير والممارسات العالمية، مما يعزز ثقة المستهلك والصناعات الدولية في المنتج الدوائي الأردني.

فتح أسواق جديدة: هذا الاعتراف الدولي يساهم بشكل مباشر في نقل الصناعة الدوائية الوطنية إلى أسواق عالمية جديدة ويمنحها ميزة تنافسية كبيرة، محققًا بذلك أحد أهم أهداف التحديث الاقتصادي الذي تسعى إليه الدولة.

الالتزام المتواصل: تؤكد الدكتورة عبيدات أن العضوية تعكس التزام المؤسسة المتواصل بخدمة الوطن والمواطن وتعزيز كفاءة التفتيش الدوائي.

 شراكة استراتيجية وتكريم مستحق

لم يفت الدكتورة عبيدات أن توجه التقدير للدعم الحكومي الرئيسي والشركاء الاستراتيجيين الذين أسهموا في تحقيق هذا الهدف، وفي مقدمتهم مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، والاتحاد الأردني لمنتجي الأدوية، والشركات الدوائية الوطنية، ومنظمة الصحة العالمية، وجمعيات الأدوية العاملة في الأردن.

كما خصت بالشكر فريق العمل الحالي الذي بنى على جهود من سبقهم، مؤكدة أن الأردن "لا يليق به إلا التميز". وقد تبادل كادر المؤسسة التهاني بهذه المناسبة، متمنين المزيد من التقدم في ظل القيادة الهاشمية الرشيدة.

إن هذا الإنجاز هو رسالة واضحة بأن الكفاءات الأردنية، متى توفر لها الدعم والإخلاص في العمل، قادرة على تحقيق الريادة والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة، ترجمةً حقيقيةً لرؤية القيادة في بناء أردن قوي ومنافس عالميًا.

حفظ الله الأردن، قيادةً وشعبًا، وحمى كفاءاته الوطنية المخلصة.