facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

المجالي يكتب : حسين الوطن" من سماء العقبة إلى عمق المتوسط: جاهزية شاملة وولاء شعب

المجالي يكتب : حسين الوطن من سماء العقبة إلى عمق المتوسط: جاهزية شاملة وولاء شعب
بقلم - نضال المجالي 

​المقدمة المعززة: الرؤية الهاشمية والأردن "الأقوى"

​تتجسّد الرؤية الهاشمية الثاقبة في بناء قوة دفاعية شاملة، لا يقتصر مداها على الأرض فحسب، بل يمتد ليحتضن الجو والبر والبحر. وفي تجسيد حي لجوهر هذه الفلسفة الأمنية الوطنية، جاءت زيارة سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، لفريق مكافحة الإرهاب المائي التابع لقوات الملك عبد الله الثاني الخاصة الملكية. هذه الزيارة لم تكن مجرد تفقد، بل كانت تأكيداً على أن الأردن يمتلك "عينًا ساهرة" ومقبضاً فولاذيًا على أهم شرايينه الحيوية: مياهه الإقليمية. إنها رسالة حازمة تؤكد أن جاهزية الوطن خط أحمر، وأن القيادة لا تكتفي بالمراقبة من بعيد، بل تنخرط في عمق الميدان.
ثلاثية القوة: من الجو إلى الميدان إلى البحر وبين أهله
لم تكن الزيارة وقوفاً روتينياً، بل كانت تثبيتاً على جاهزية فريدة تتقن فنون القتال في أعقد البيئات المائية. الاستماع إلى إيجاز قائد الفريق حول مهامه وواجباته، وما تلاه من استعراضات تدريبية وإنجازات نوعية، يرسخ حقيقة أن وحداتنا الخاصة بلغت أعلى معايير الجاهزية القتالية في مجال مكافحة الإرهاب البحري.
ولعل أبرز ما لفت الانتباه في هذا التمرين النوعي هو عمليات المحاكاة التي تضمنت مهارات الغطس القتالي، وتقنيات التسلل تحت 
الماء، والسيطرة على السفن، وعمليات الإنزال السريع. كل ذلك تم بإسناد حيوي ومباشر من طائرات سلاح الجو الملكي. هذا التناغم الاحترافي بين:
الجو (الإسناد): الذي يؤمن التغطية والدعم.
الميدان (الاقتحام): الذي ينفذ المهام بمهارة.
البحر (التكتيك): الذي يحتضن أصعب التكتيكات القتالية.
يؤكد أن مفهوم الدفاع الأردني يعمل وفق منظومة قتالية متكاملة، قادرة على التعامل مع الأهداف المتحركة وتنفيذ المهام الليلية في مختلف الظروف الجوية، بفضل أحدث معدات الرصد والملاحة.
 التواصل الحيوي: ولي العهد قلب الوطن النابض
إن ما يمنح هذه الجاهزية العسكرية معناها الحقيقي، هو الارتباط الوثيق بين القائد والجندي، وبين الجبهة والعمق الشعبي. سمو الأمير الحسين بن عبد الله، وهو يتفقد ويشد على أيدي جنود الوطن، لا يمثل فقط القيادة العسكرية العليا، بل يمثل نبض شباب الأردن الطموح وحرص القيادة الهاشمية على أن تبقى قريبة من خطوط المواجهة. هذا التواصل المستمر من الميدان إلى قلب كل بيت أردني هو الضمان الحقيقي للأمن والاستقرار. فالجندي الذي يغوص في مياه العقبة بالجنوب، يتلقى دعمه المعنوي والوطني من قلب الأردن النابض في الوسط، ومن كل شبر في المملكة. الأمن في العقبة هو طمأنينة لأهلنا في إربد، والعزيمة في سلاح الجو هي فخر لكل أسرة في عمّان.
الوحدة الوطنية: شعب واحد من الجنوب إلى الشمال
إن هذه القوة العسكرية، التي يقودها ويتابع تفاصيلها سمو ولي العهد، هي انعكاس لقوة أعظم وأبقى: قوة اللُحمة الوطنية الأردنية. فالقيادة الهاشمية تواصل الليل بالنهار لتبقى راية الأردن خفاقة، ليس فقط بحد السيف، ولكن بقوة الشعب الواقف خلفها. إن جاهزية الجيش العربي ليست مجرد استعراض للقوة، بل هي رسالة طمأنة مدوّية لأبناء الأردن كافة، من الجنوب الذي يلامس الحدود البحرية، إلى الوسط الذي يحتضن العاصمة، ومختلف مدن الشمال. إنهم أبناء الوطن الواحد، يدعمون القوات المسلحة ويقفون خلف قيادتهم.
الخاتمة: الأردن أولاً وأبداً
إن ما شاهدناه من جاهزية متقدمة وتفقد مباشر من ولي العهد، هو تأكيد بأن الأردن لن يتوانى عن حماية سيادته ومصالحه الحيوية براً وبحراً وجواً. هذا الوطن، بقيادته الهاشمية وبهمة نشامى الجيش العربي، سيبقى قلعة منيعة وسنداً لأهله.
​حفظ الله الأردن، مليكاً، وولياً لعهده، وجيشاً قوياً، وشعباً واحداً مؤيداً.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير