القبة نيوز - حذّرت هيئة تنظيم الطيران المدني من أن أي اضطراب كبير في المطارات الأميركية سينعكس بشكل مباشر على الحركة الجوية الدولية، بما في ذلك الرحلات المتجهة إلى الأردن، وذلك في ظل تحذيرات وزير النقل الأميركي شون دافي من "فوضى عارمة” وتأخيرات واسعة النطاق نتيجة الإغلاق الحكومي الذي استمر قرابة 40 يومًا.

وأوضحت الهيئة أن التأثير المباشر يطال المسافرين أكثر من الأنظمة التشغيلية، مشيرة إلى أن الأعطال السابقة، مثل الخلل التقني في نظام معلومات الطيران (NOTAM)، لم تؤثر على الأنظمة الفنية والإجرائية داخل المملكة، حيث استمرت المطارات الأردنية بالعمل بشكل طبيعي.

وبيّنت الهيئة أن التأثير الأكبر يظهر لدى المسافرين الذين يعتمدون على الرحلات الداخلية الأميركية للوصول إلى مطارات المغادرة الدولية المتجهة إلى عمّان، مثل مطاري نيويورك وشيكاغو، ما قد يؤدي إلى تأخير أو إلغاء بعض الرحلات.

كما أشارت إلى أن شركات الطيران قد تضطر إلى تأخير إقلاع رحلاتها من الولايات المتحدة لإتاحة الفرصة لمسافري الترانزيت المتأخرين بالالتحاق برحلاتهم، وفي حال حدوث شلل كامل وطويل الأمد، قد تُلغى بعض الرحلات المجدولة حفاظًا على سلامة التشغيل، مع إعادة جدولة المسافرين وفقًا لإجراءات شركات الطيران.

وأكدت الهيئة، بصفتها الجهة الرقابية المسؤولة، أن سلامة وأمن الطيران وحقوق المسافرين تأتي في مقدمة أولوياتها، مشيرة إلى أن إجراءاتها ترتكز على محورين رئيسيين: الرقابي والتشغيلي، وحقوق المسافرين.

وفي هذا السياق، أوضحت أنها تتواصل بشكل فوري ومستمر مع شركات الطيران المشغلة للرحلات بين الأردن والولايات المتحدة لمتابعة حالة الرحلات، وتُلزم الشركات بإبلاغ المسافرين فورًا بأي تغيير يطرأ على مواعيد رحلاتهم، باعتباره حقًا أصيلًا للمسافر وفق تعليمات حماية المستهلك.

كما تتابع الهيئة التزام الشركات بتوفير العناية اللازمة للمسافرين المتأخرين، بما يشمل المأكل والمشرب والإقامة عند الضرورة، خصوصًا في حالات التأخير الطويلة.

وفي حال حدوث "شلل كامل في المطارات الأميركية”، وهو سيناريو تأمل الهيئة ألا يتحقق، فإن الإجراءات الأردنية ستكون استجابة مباشرة لطبيعة ونطاق هذا الشلل، عبر إعادة تقييم الوضع التشغيلي، والتنسيق الإقليمي والدولي مع الشركاء ومنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، لتسهيل حركة الطيران إلى وجهات بديلة أو استخدام مسارات جوية لا تتأثر بالوضع الأميركي، فيما تبقى الرحلات المباشرة إلى الولايات المتحدة مرهونة باستعادة المطارات الأميركية لعملها.

ويأتي هذا التحذير في ظل استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي، الذي دخل يومه السادس والثلاثين، متجاوزًا الرقم القياسي السابق، وسط اتهامات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للديمقراطيين بأنهم "مستعدون لتدمير الولايات المتحدة”، بعد فشل الطرفين في الاتفاق على خطة إنفاق مؤقتة منذ الأول من تشرين الأول.

وقد أدى الإغلاق إلى تعطيل حياة نحو 1.4 مليون موظف فدرالي، من مراقبي الحركة الجوية إلى حراس الحدائق، بين إجازات إجبارية أو عمل دون أجر، فيما لجأت بعض المحاكم إلى استخدام أموال الطوارئ للإبقاء على أبوابها مفتوحة، محذّرة من تباطؤ محتمل في أنشطتها إذا استمر الإغلاق.