إسطنبول.. مدينة لا تنام ثقافيًّا

القبة نيوز - تُعدّ إسطنبول من أكثر المدن تنوعًا وثراءً في حياتها الثقافية على مستوى العالم، بما تجمعه من توازن فريد بين الشرق والغرب، والتاريخ والمعاصرة، والدين والفن، ما يجعلها عاصمة ثقافية بامتياز إلى جانب مكانتها الاقتصادية في تركيا.
وتشهد المدينة سنويًّا مئات الفعاليات التي تشمل معارض فنية، ومهرجانات أدبية وسينمائية، وعروضًا مسرحية وحفلات موسيقية، بالإضافة إلى برامج ثقافية في مراكز الأبحاث والمؤسسات الدينية.
ويؤكد تونجاي إرول، المسؤول الإعلامي في بلدية إسطنبول، في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أن المدينة تحتفظ بروحها الدينية إلى جانب انفتاحها الحداثي، من خلال المساجد الكبرى مثل آيا صوفيا والسليمانية والفاتح، التي تحولت إلى فضاءات للندوات الفكرية والدروس العامة، عبر مؤسسات مثل وقف الديانة التركية ومركز ابن خلدون الثقافي.
ويضيف إرول أن الأسواق القديمة مثل "البازار الكبير" و"السوق المصري" لا تؤدي دورًا تجاريًّا فحسب، بل تُعدّ حاضنات ثقافية تعبّر عن روح المدينة العثمانية، وتحفظ ذاكرتها الشعبية.
وتُجسّد إسطنبول حالة من التمازج بين الثقافة العثمانية الإسلامية والطابع الأوروبي المعاصر، حيث يمتد المشهد الثقافي من ضفّة إلى أخرى على جانبي مضيق البوسفور؛ ففي الجانب الأوروبي تتوزع المتاحف والمسارح وصالات العرض الكبرى، بينما يتميز الجانب الآسيوي بأجوائه الحميمية والمقاهي الثقافية التي تعكس الطابع المحلي للمدينة.
ويجمع المشهد الثقافي في إسطنبول بين الطبقات الشعبية والنخبوية، حيث تبدأ الحياة الثقافية من الشارع والمقهى، وتمر عبر المعارض والمهرجانات، وتنتهي في قاعات الموسيقى الكلاسيكية، ما يمنح المدينة طابعًا نابضًا بالحياة لا يخبو على مدار العام.
وتستمر إسطنبول في تعزيز مكانتها كمركز ثقافي عالمي، من خلال دعم الفنون والآداب، والانفتاح على الحوار الحضاري، والتفاعل مع قضايا الفكر المعاصر، لتظل مدينة لا تنام ثقافيًّا، تتنقل بين الأزمنة والأنماط، وتحتفي بالجمال من كل الجهات