جرش : موسم قطاف الزيتون ينعش الحركة الزراعية ويعزز دخل المزارعين

اعد التقرير - القبة نيوز - الاء ابو هليل
بدأت في محافظة جرش أعمال موسم قطاف الزيتون الذي يُعد أحد أهم المواسم الزراعية والاجتماعية المنتظرة سنويًا، حيث يتوجه المزارعون وأسرهم إلى بساتين الزيتون لجني الثمار وسط أجواء يملؤها التعاون والتراث الشعبي.
ويُعتبر موسم الزيتون في جرش ليس مجرد نشاط زراعي، بل مناسبة اقتصادية واجتماعية وثقافية تعكس ارتباط الأردنيين بأرضهم وإرثهم الزراعي المتجذر عبر الأجيال.
ويُشكّل موسم القطاف مصدر دخل رئيسي لعدد كبير من الأسر في المحافظة، إذ تعتمد مئات العائلات على بيع الزيت والزيتون كمورد اقتصادي أساسي، إلى جانب دوره في توفير فرص عمل موسمية لليد العاملة المحلية والعمالة الوافدة.
وقال عدد من المزارعين منهم حيدر العتوم واحمد القيسي ومحمد عضيبات في حديث "للقبة نيوز " إن هذا الموسم يُعتبر بمثابة "عيد فلاحي” يجمع العائلة والأقارب والجيران، ويعزز روح التكافل والتعاون بينهم، مؤكدين أن جودة زيت جرش تتميز بسمعة طيبة على المستويين المحلي والخارجي نظرًا لطبيعة الأرض والمناخ المناسب.
وتتوزع معاصر الزيتون في مختلف مناطق المحافظة، حيث بدأت منذ أيام استقبال ثمار المزارعين لعصرها وفق أعلى المعايير الصحية، في وقت تشهد الأسواق المحلية إقبالًا متزايدًا على شراء الزيت البلدي مع بداية الموسم.
ودعت مديرة مديرية زراعة جرش، علا محاسنة المزارعين إلى الالتزام بموعد القطاف المناسب لضمان الحصول على زيت ذي جودة عالية، والحرص على نقل المحصول إلى المعاصر مباشرة دون تخزين طويل للثمار، ما يساهم في تحسين جودة الزيت وزيادة قدرته التنافسية.
واشارت الى ان موسم الزيتون يُعد أحد الركائز الأساسية للقطاع الزراعي في محافظة جرش، لما له من أثر مباشر في تحسين مستوى دخل المزارعين وتعزيز الأمن الغذائي ، كما يمثل الموسم قيمة اجتماعية واقتصادية وتراثية، إذ يُسهم في تشغيل الأيدي العاملة الموسمية وتنشيط الحركة التجارية في القرى والأرياف في محافظة جرش والويتها وقراها .
واستعرضت المحاسنة ابرز برامج وخطط الدعم ودور مديرية الزراعة في دعم مزارعي الزيتون منها حرصها على إعداد خطة متكاملة لمساندة المزارعين خلال موسم القطاف وقبل موسم القطاف ، وذلك من خلال برامج الإرشاد الزراعي و نشر فرق ميدانية لتقديم المشورة حول الممارسات المثلى في قطف الثمار، مثل تحديد الموعد الأنسب للجني وطرق الجمع التي تحافظ على جودة الزيت وتدريب المزارعين حول الادارة المتكاملة لاشجار الزيتون .
واضافت انه يتم ايضا توعية المزارعين بضرورة وقف عمليات الرش قبل موعد القطاف بفترة كافية، مع تزويدهم بمعلومات عملية حول مكافحة الآفات خاصة ذبابة ثمار الزيتون و الخدمات اللوجستية والتسويقية حيث يتم التنسيق مع المعاصر المرخصة لضمان استلام الثمار ضمن معايير صحية وفنية سليمة والمساهمة في الترتيب لتجميع المحصول عبر نقاط محلية لتقليل تكاليف النقل، وتسهيل وصول المزارعين إلى خدمات العصر.
وبينت المحاسنة ان المشاركة في اقامه المهرجانات المحلية للترويج للمنتج وتشجيع المستهلك على شراء الزيت البلدي المنتج في المحافظة بالاضافة الى الدعم الفني والإداري حيث تقوم مديرية زراعة محافظة جرش بتيسير الإجراءات الإدارية الخاصة بالمزارعين، وتقديم الخدمات اللازمة لتسهيل عملهم خلال الموسم و تنفيذ حملات متابعة دورية للأشجار لضمان سلامة المحصول وتقليل الخسائر الناتجة عن الآفات أو الممارسات غير السليمة .
اما عن اهمية تقديم الدعم اشارت المحاسنة انه يتم من خلال المديرية للمزارعين في موسم القطاف من شأن هذه الجهود أن تؤدي إلى رفع مستوى جودة الزيت المنتج وتقليل نسبة الحموضة و تحسين عائدات المزارعين من خلال تقليص الفاقد وتوفير قنوات تسويق أكثر تنظيماً وخلق فرص عمل موسمية للشباب والنساء، ودعم الصناعات المنزلية المرتبطة بالزيتون.
واكدت التزام المديرية بالعمل جنباً إلى جنب مع المزارعين لإنجاح موسم الزيتون، باعتباره موسماً استراتيجياً يحمل بُعداً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً للمحافظة وللأردن عامة ..