ثورة في علم الأعصاب: نظرية جديدة تقلب مفاهيم الزهايمر رأساً على عقب

القبة نيوز - في نقلة نوعية قد تُعيد تعريف أحد أكثر الأمراض الغامضة التي حيرت العلم لعقود، يطرح خبير بارز نظريةً جذرية تقلب المفاهيم السابقة عن مرض الزهايمر رأساً على عقب. البروفيسور "تشارلز إس. برين" من جامعة براون الأمريكية يجادل بأن التصنيف الحالي للمرض قد يكون خاطئاً من الأساس.
لطالما نُظر إلى الزهايمر على أنه "مرض دماغي" بحت، ينشأ بسبب تراكمات لويحات أميلويد-beta والتشابكات "التاو" داخل نسيج الدماغ، مما يؤدي إلى تآكل الذاكرة والقدرات الإدراكية. لكن البروفيسور برين، في تحليله المنشور بمجلة "Journal of Alzheimer's Disease"، يشير إلى أن هذا النموذج التقليدي فشل في إنتاج علاجات ناجحة، مما يستدعي نظرة أكثر شمولية.
الفرضية الجديدة تقدم منظوراً مغايراً تماماً: ما إذا كان الزهايمر هو في الحقيقة اضطراب في "نظام التصريف" الخاص بالدماغ، وليس مرضاً في خلاياه. يقودنا هذا إلى ما يُعرف بـ "النظام الغليمفاتي"، وهو شبكة صرف صحي دقيقة داخل الدماغ مسؤولة عن تنظيف الفضلات الأيضية، بما فيها بروتين "أميلويد-beta" السام.
تقترح النظرية أن الخلل الأساسي لا يكمن في إنتاج هذه الفضلات، بل في فشل نظام التصريف هذا في التخلص منها. مع تقدمنا في العمر أو بسبب عوامل مرضية، قد يضعف أداء هذا النظام، مما يؤدي إلى احتقان المخّ بفضلاته السامة وتكدسها على شكل لويحات، ليست هي "سبب" المرض بل "نتيجة" لعملية فشل أوسع.
هذا التغيير في النموذج العلمي، من مرض في الخلايا إلى قصور في النظام، يفتح أبواباً جديدة بالكامل للتشخيص والعلاج. بدلاً من استهداف اللويحات نفسها، يمكن أن تتركز الجهود المستقبلية على تعزيز كفاءة نظام التنظيف الطبيعي للدماغ نفسه، ربما عبر علاجات دوائية أو تعديلات في نمط الحياة تحسّن من وظيفة هذا النظام.
بينما لا تزال هذه الفرضية بحاجة إلى مزيد من الإثبات، إلا أنها تقدم بصمة أمل وتذكيراً بأن أعظم الاكتشافات العلمية غالباً ما تبدأ بتحدي المسلّمات.