الدكتور فراس الهناندة يكتب : المعلم ...رمز العطاء وباني المستقبل

بقلم: الأستاذ الدكتور فراس الهناندة – رئيس جامعة عجلون الوطنية
في كل عام، وفي الخامس من تشرين الأول تحديدًا، نقف أمام مناسبة خالدة تلامس وجداننا وتذكرنا بعظمة رسالة المعلّم ودوره في صياغة ملامح الوطن… إنه يوم المعلم، اليوم الذي لا يمكن أن يكون مجرد احتفال عابر، بل هو استذكار لجوهر النهضة ومعناها الأعمق: بناء الإنسان وصناعة المستقبل.
لقد آمن الهاشميون، منذ عهد المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول، أن التعليم هو السلاح الأصدق في مواجهة التحديات وصناعة المستقبل. واليوم، يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، هذا النهج الراسخ، فيضعان المعلّم في قلب المشروع الوطني، ويمنحان التعليم والمعلمين ما يستحقونه من دعم ورعاية، لأنهما يدركان أن الوطن لا يقوم إلا على أكتاف أبنائه المخلصين الذين تربوا على أيدي المعلّمين.
المعلّم الأردني ليس مجرد ناقل معرفة، بل هو صانع وعي، وبانٍ للعقول، ومؤسس لقيم الانتماء والولاء. كم من طبيب ناجح، ومهندس بارع، وقاضٍ عادل، وقائد عسكري باسل، ومبدع في ميادين الحياة، كانوا جميعًا ثمرة غرس معلّمٍ آمن برسالته وأخلص في أدائها.
وفي جامعة عجلون الوطنية، نعتبر أن معلم اليوم هو شريكنا الأول في معركة بناء المستقبل. لذلك نضع أعضاء هيئتنا التدريسية في مقدمة اهتماماتنا، إيمانًا منا بأن نهضتنا الأكاديمية لا يمكن أن تتحقق إلا بترسيخ مكانة المعلّم، وتوفير بيئة إبداعية تدفعه إلى مواصلة مسيرته في خدمة الطالب والمجتمع والوطن.
ويظل يوم المعلم محطة نتذكر فيها أن كل إنجاز وطني يبدأ من قلم معلّم، وأن كل أمل يزهر في نفوس أبنائنا غرسه معلّم، وأن كل ولاء وانتماء يترسخان في القلب، كان وراءهما معلّم. وهنا، نجدد العهد مع وطننا الغالي وقيادتنا الهاشمية الحكيمة بأن نواصل المسيرة، مؤمنين أن المعلم سيبقى عنوان المجد وصوت النهضة، وذراع الوطن الأمين في عهد الملك وولي العهد، ورمزًا للعطاء الذي لا ينضب.
وفي هذه المناسبة العظيمة، نتوجه بتحية إجلال لكل معلّم ومعلّمة، ونقول للوطن وللقيادة الهاشمية: كل عام وأنتم بخير، ومعلمونا رمز الفخر والعطاء، وأنتم باني الأجيال وحراس النهضة والمستقبل.