​عندما تتغير المفاهيم وتتلاشى القيم، نجد أنفسنا أمام مواقف مؤلمة ومخزية. فهل يمكن للعنف أن يكون الحل، خاصةً عندما يرفع شابٌ يده على شخصٍ في عمر والده؟ إن هذا التصرف الفردي ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو انعكاسٌ خطيرٌ لتراجع الأخلاق وانعدام الاحترام.

​العادات والتقاليد الأصيلة التي ورثناها من أجدادنا تقوم على احترام الكبير وتقدير مكانته. هذه القيم ليست مجرد كلمات، بل هي أسس مجتمعية تحافظ على النسيج الأسري والقبلي. عندما يغيب هذا الاحترام، يصبح من السهل أن يسيطر الشيطان على العقول، فتتحول الحوارات البنّاءة إلى صرخات غضب، وتصبح الأيدي التي يجب أن تكون للبناء والعون، أدواتٍ للهدم والأذى.

​إن ما يحدث ليس شأناً فردياً يخص شخصاً 

 فقط. بل إن تصرفاً كهذا يلقي بظلاله على العشيرة بأكملها، ويسهم في تشويه صورتها ومكانتها. فالمسؤولية هنا جماعية، وعلينا جميعاً أن نكون حماةً لقيمنا، وأن نعمل على إعادة ترسيخ مبادئ الحوار والتفاهم.

​إن الحل لا يكمن في اللجوء إلى العنف، بل في العودة إلى العقل. نحتاج إلى حوارات هادئة وبنّاءة، وإلى من يتدخل للإصلاح والتهدئة بدلاً من تأجيج الصراعات. هذا هو دور الشيوخ والعقلاء في كل عشيرة، فهم من يحملون على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على السلم الاجتماعي.

​فلنعد إلى قيمنا، ولنضع حداً لهذه التصرفات التي تشوّه سمعتنا وتضعف مجتمعنا. إن قوة أي مجتمع تكمن في تلاحمه واحترامه لبعضه البعض، وليس في قوته على العنف والانتقام.

حفظ الله الاردن وشعبها