facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الدكتور خلف الطهات يكتب ….الشيخ كريم عبدالحويان .. صوت العشيرة ومقام الدولة

الدكتور خلف الطهات يكتب ….الشيخ كريم عبدالحويان .. صوت العشيرة ومقام الدولة




في زمن تتكاثر فيه التحديات وتزداد الحاجة إلى ضياع الرجولة والحكمة، تبرز العشيرة الأردنية كاثنتين أهم ركائز المجتمع الأمنية، ورافعة من روافع أداء الدولة واستقرارها. 

خلافًا لما يحاول تصميمه من تشنات عطلات وتشويه مقصود، فإن العشائرية ليست عائقًا أمام التقدم، بل هيب القيم الأصيلة، ومجتمع يقوم بأداء أعماله على الإخوة والمسؤولية والكافل. لقد تم بناء شيوخ العشائر في الأردن، قديماً وحديثاً، وسم خط الدفاع الأول في وجه الفتن 

والنزاعات، وأنهم يملكون من الحكمة والخبرة والهيبة الاجتماعية ما يجعلهم مؤهلين للعب الأدوار وأهميتها في رأب الصدع واحتواء الواضح، بما في ذلك إنتاج الأمن والسلم الأهلية، ويكمل دور الدولة في التسوق التجاري مثل مجتمع العدالة. ولا يفوتني وثيقة هنا، أن الأردن، ولله الحمد، أول الأشخاص العشائريين الجدد والشيوخ 

أصحاب الفعايل الحميدة، الذين صانت أفعالهم وجه الوطن، وخلّّد التاريخ ذكرهم حتى بعد أن متعددوا. نعم يمتلك الأردن كنزاً بشرياً لا يُقدّر بثمن، يمكن أن يُسهم في ترسيخ، وحماية أمن التراث، وحفظ القيم الأصيلة التي صاغت الهوية الوطنية الأردنية. إن ما أكتبه اليوم لا يُفهم من بوب – لا قدّر الله – على أدوارهم أو انتقاصًا من مكانتهم، فهم رموز لا تُنسى، ويشتركون باقٍ في ضمير 

الجمعية الوطنية والذاكرة. لكن هذا المقال يأتي من تأثر شخص ومتابعة حثيثة لشيخ شاب طالما أن يفرض وجوده الوطني الشامل بثبات ومسؤولية، وهو ما يدفعني للقول إن من حق هذه الاتجاهات الواعدة أن نلتفت إليها، وأن ندعمها، كي تستمر وتبنى على ما أسسه علميًا وأجداد من مجد وكرامة. ولأجل ذلك، أكتب اليوم عن الشيخ عبدالسلامه الحويان، نموذجًا مشرقًا من هذا الجيل الذي ينهض ببثقة وجدارة.

الحويان، ابن المدرسة العريقة في الإصلاح، ووارث الشهامة من والده الراحل الشيخ سلامة الحويان، خلال عامي 2024 و2025 فذًا في الزعامة الدائمة. قاد العديد من الجاهين الضخمة والصعبة، كان من بعد خمس قضايا قتلت رسوم عامة العام، وأبرزها جريمة دسم في الطعام، وحريق شفا بدران، والطعن المروّع أمام الجامعة الأردنية. قضايا كاملة لو تُركت للنفجار المجتمعي، حدث لأت شرخًا غير مقبول في النسيج الوطني. لكن الرجل، بحكمته 

وحضوره وحنكته، استطاع أن يُطفئ النيران، ويسلم صكوك بصلح مشرعة، ويكسب ثقة الجميع. ولم تتسع جهوده عند هذا الحد؛ لقد نجحت خلال فترة سريعة أن ينجز أكثر من 100 عطوة اشتراكية في حادثة سير، و150 عطوة في مشاجرات وجماعية، تعاونت بجدية ومسؤولية عالية قبل أن تصل إلى ساحات المحاكم، إيمانًا منه، درء 

الفتنة أولى من أن تذهب إلى العقاب. اللافت في الحويان أنه عصر روحية شخصية رجل الدولة دون أن يكون في موقع رسمي. إنه حس وطني قوي، ويأتي نتيجة، ويحترم هيبة القانون، ويشتبك بحكم أنه من الطبقة الاجتماعية الاجتماعية، في عيد يسمى الزعيم أبناء البادية وخبرة المصلحين الكبار. نعم، نحن بحاجة إلى تثبيت موقع الجمعية العامة في المشهد الوطني، لا على أساس 

العصبي، بل على أساس وتشارك في بناء وطن عزيز قائم. وما يقوم به شيوخنا اليوم، وتحديد التطورات المتقدمة مثل الحويان، هو دليل على أن العشيرة باقية، لا كمجرد هوية اجتماعية، بل كفاعل وطني يسهم في صون أمن البلد واستقراره، ويمارس اجتماعية دبلوماسية، طبعا لها أثر لاحق من كثير من الخطابات والشعارات. الشيخ الحويان، وإن لم ألتقه، ولاحظه في كل موقف إلى نخوة، وفي كل 

قصة بصلح، وفي كل بيت عاد إليه السلام بفضل الرجال لا يكلّون ولا يملّون من حمل همّ الناس. حق علينا مثل هذه الروابط الوطنية الشابة ان تذكر امام الراي العام بما يستحق، والاشادة به، فحين نجد في المشهد المجسم العام تتعب من أجل المجتمع، وصبر على وجعه، وبادر لحل 

مشاكله دون توقع مكافأة أو شكر، التعاونيات التي يجب أن تُروى سيرتها، ويحتذى مساهمةها. سلامًا عليك، أيها الرجل الذي لا يحترمه دون أن يتعاطف معه، لأن ما نعلمه وسمعه عنك فقط لنوقن أنك من المسؤولين القلائل الذين يشعرون بالوطن في قلوبهم، ويترجمونه أفعالًا في المستشفى.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير