فادي السمردلي يكتب : أمن الأردن خط أحمر لا الفقر ولا البطالة يبرّران خيانته

لا، ليس هناك مبرر، ولن يكون هناك في يوم من الأيام، لأي شخص أو جهة تسوّغ أو تبرر أسباب أو تتعاطف مع من يحاول زعزعة أمن الأردن أو المساس باستقراره بسبب الفقر والبطالة أو غلاء الأسعار أو لأي سبب اخر وليعلم الجميع، داخل الوطن وخارجه، أن أمن الأردن ليس مجالاً للاجتهاد، ولا ميداناً للمساومة، ولا ورقة ضغط يتم التلاعب بها بحجة الغضب أو القهر أو الفقر فنحن، نعم، نعيش أزمات اقتصادية حقيقية نكابد الفقر، نواجه البطالة، نتحمل قسوة العيش ومرارة التفاوت الطبقي، ولكن لا شيء من ذلك يعطي أي أحد الحق أن يبرر لأولئك الذين يعملون على تقويض أمننا، أو يدافع عنهم، أو يحاول إلباسهم ثوب الحرية والنضال بسبب الفقر القهر والبطالة.
كل من يعبث بأمن الأردن، أو يسعى لتحريض الناس على الفوضى، أو يفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية، هو ببساطة خائن، حتى وإن اختبأ خلف شعارات الإصلاح، أو لبس عباءة الدفاع عن الشعب فالوطن ليس لعبة، والأمن ليس وجهة نظر، والاستقرار ليس خياراً يمكن تركه أو الأخذ به حسب المزاج إن من يبرر التخريب بدعوى التغيير، أو يدافع عن الخارجين على الدولة تحت غطاء المظلومية، لا يقل خطراً عن من ينفّذ هذه المخططات بأفعاله فالتبرير للخونة خيانة، والتعاطف مع المحرّضين تواطؤ، والدفاع عن العابثين جريمة لا تقل عن الجريمة الأصلية.
نريد إصلاحاً، نعم، نريده جذرياً وعميقاً، نريده شجاعاً لا تجميلياً، نريده نابعاً من حب الوطن لا من أجندات مظلمة، ولكننا نرفض بشكل قاطع أن يكون طرح هذا الإصلاح على حساب أمن الدولة واستقرارها فكل المطالب تفقد قيمتها حين تتحول إلى أداة بيد من يسعى لهدم الدولة من أساسها وكل صرخة تُرفع دون وعي قد تكون رصاصة في صدر الوطن إذا خرجت من أفواه لا تعي الفرق بين الثورة والخراب، بين الغضب المشروع والخيانة المقنّعة.
أمن الأردن خط أحمر، ليس فقط على المستوى السياسي أو الأمني، بل على المستوى الأخلاقي والوطني ومن لا يراه كذلك، فهو إما غافل يجب أن يُنَبَّه، أو متورط يجب أن يُحاكم. فلا يُمكن السكوت عن تبرير التخريب، ولا التهاون مع من يسوّغ الفوضى، ولا التردد في تسمية الأشياء بأسمائها فمن يبرر لمن يهدد أمن الأردن، هو في ذات الخندق، وهو جزء من الخطر، وهو في النهاية عدو للوطن مهما ادّعى غير ذلك.
لن نسمح لمن يستغل معاناة الشعب ليصطاد في الماء العكر. لن نسمح لمن يتاجر بجوع الناس ليزرع سمومه ولن نقبل أن يُختطف وجعنا المشروع ويُستعمل كذريعة لاغتيال وطن بأكمله فلا مبرر على الإطلاق… فالأمن لا يُبرر العبث به، والخيانة لا تُغسل بأي تبرير.