ولي العهد: تجسيد عملي لنهج التحديث والتمكين ... بقلم: الدكتور مهدي المراعية

القبة نيوز - منذ تسلمه مهامه وليًا للعهد، برز سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بوصفه شخصية قيادية تمثل جيلًا جديدًا من القادة، يجمع بين الرؤية الحداثية والانتماء العميق للهوية الوطنية الأردنية. فقد أعاد سموه تعريف دور ولي العهد من كونه منصبًا بروتوكوليًا إلى مسؤولية فاعلة ضمن صلب العمل الوطني. يحرص سموه على الحضور الميداني الفاعل في مختلف القطاعات؛ حيث يزور المواقع التنموية، يلتقي بالشباب أصحاب المبادرات، ويشارك في النقاشات المتعلقة بالتعليم، والاقتصاد الرقمي، وريادة الأعمال. وقد ظهرت بصمته واضحة في دعم قطاعات التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، ومشاريع التمكين الشبابي، بما يعكس اهتمامًا استراتيجيًا بإعداد بيئة وطنية تنافسية تستوعب الطاقات والكفاءات. على الصعيد السياسي، يُجسد سموه وجهًا معبرًا عن ثبات الموقف الأردني، وعقلانيته في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية. تمتاز علاقاته الدولية بالاتزان والانفتاح، وتُظهر قدرة على بناء شراكات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. كما يعكس حضوره في المحافل العالمية، وخطاباته الدقيقة، وعيًا سياسيًا بطبيعة التحديات التي تحيط بالمنطقة. اجتماعيًا، رسّخ سمو ولي العهد ثقافة التواصل المباشر مع الناس، خاصة في المناطق الطرفية والأقل حظًا، في نهج يعزز الثقة بين القيادة والمجتمع. ومن خلال مؤسسة ولي العهد، أُطلقت برامج ومبادرات تمس حياة آلاف الشباب، في مجالات التدريب، التطوع، وتمكين القيادات الشابة. في المجمل، لا يمثل سمو ولي العهد الأمل بالمستقبل فحسب، بل هو شريك فاعل في صناعته. إنه لا يكتفي بلعب دور الوريث، بل يسهم عمليًا في تحديث نموذج الحكم، وتعزيز مكانة الأردن داخليًا وخارجيًا، بروح عصرية تستند إلى ثوابت الدولة الأردنية.