زيارة المتاحف تنعش ذاكرة مرضى الزهايمر

القبة نيوز- بيّنت دراسة جديدة أجرتها كلية الطب في جامعة دريسدن الألمانية أن زيارة المتاحف للأشخاص المصابين بالخرف يمكنها أن تكون علاجاً أكثر فاعلية من تناول الأدوية، خصوصاً أنه لم يتم اكتشاف دواء شاف لمرض الزهايمر بعد.
فوفق جمعية الزهايمر الألمانية يعاني من مرض الزهايمر في ألمانيا وحدها حوالي مليوني شخص، والزهايمر هو مرض عصبي لا يمكن علاجه ولا يمكن إيقاف تطوّره، وحتى الأدوية المتاحة اليوم لتخفيف أعراضه ليست فعالة بشكل كافٍ لتحسين جودة حياة المصابين بالخرف وذويهم.
من هذا المنطلق قام باحثون من جامعة دريسدن الألمانية بإطلاق مشروع "إنعاش الذاكرة" الذي يهدف إلى تحسين حياة المرضى وإنعاش ذاكرتهم من خلال قيام مرضى الزهايمر بزيارات منتظمة للمتاحف. أطلقت جامعة دريسدن هذا المشروع بالتعاون مع مجموعة الفن في دريسدن وسيستمر المشروع لثلاث سنوات.
قد يغيّر هذا المشروع من نوعية حياة مرضى الخرف ويؤخر من تطوّر المرض؛ لأنه يهدف إلى تقليل الأعباء النفسية والجسدية المصاحبة للمرض، بالإضافة إلى دعم أسر المرضى، فعادةً ما يتم الاعتناء بمرضى الخرف في المنزل ما يشكّل عبئاً إضافياً على المرضى وذويهم.
وبحسب القائمين على الدراسة، الدكتورة كارين فوغت والدكتور ميخائيل ويتشر، فإن الهدف الأساسي منها تعزيز فكرة الوقاية من خلال استخدام تدابير بسيطة يمكن تنفيذها بسهولة لتحفيز المرضى على البقاء نشطين وصحيين لأطول فترة ممكنة ضمن إمكانياتهم.
ركّزت الدراسة على مقارنة تأثيرات الزيارات الإرشادية وغير الإرشادية للمتحف على مدار 10 أسابيع، كما تم تدريب 33 متحفًا في جميع أنحاء ولاية ساكسونيا على كيفية التعامل مع مرضى الخرف، وتطوير دليل لزيارات المتاحف الخاصة بهم لتكون أكثر فاعلية.
حالة مزاجية أفضل لمرضى الخرف
وبالفعل أظهرت الدراسة نتائج إيجابية، فتبيّن أن النهج الوقائي الذي شمل 102 أشخاص شاركوا في التجربة كان ناجحاً في تأخير تطوّر المرض وساعد في تحسين نوعية حياة المرضى النفسية والاجتماعية، ولكن هذا لم يؤثر على تحسين العبء الذي يعاني منه مقدمي الرعاية.
ولهذا يوصي الأطباء مرضى الخرف بزيارة المتاحف بشكل منتظم، فقال الدكتور ويتشر: "لم نتوقع نتائج واضحة بهذا الشكل. لذا فإن توصيتنا هي تضمين زيارات المتاحف في الرعاية الصحية المنتظمة"، وأضافت الدكتورة فوغت: "بطاقة سنوية للمتحف قد تكون أكثر فعالية في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى مرضى الخرف مقارنة بالأدوية، التي رغم تكلفتها، لا تساعد في تحسين نوعية الحياة".
هذا التوجه ليس جديدا تماماً، فقامت دول أخرى بأبحاث مماثلة سابقاً، فبدأ متحف الفن الحديث في نيويورك بدراسة تأثير المتاحف على المرضى المصابين بالخرف قبل سنوات، كما يمكن للأطباء في المملكة المتحدة وصف زيارة المتاحف للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. وكالات