منذ توليه منصب وزير الخارجية وشؤون المغتربين في يناير 2017، أصبح معالي وزير الخارجية ايمن الصفدي أحد أبرز الشخصيات الدبلوماسية في الأردن، حيث لعب دورًا محوريًا في صياغة السياسة الخارجية وتعزيز مكانة الأردن إقليميًا ودوليًا. وُلد الصفدي عام 1971 في مدينة إربد، وتخرج ببكالوريوس في الهندسة المدنية من الجامعة الأردنية، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة لنيل درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا.

مسيرة مهنية متنوعة ورؤية دبلوماسية متزنة

لم يقتصر تأثير الصفدي على الحقل الدبلوماسي فقط، بل بدأ مسيرته في الإعلام، حيث شغل منصب مدير عام قناة "رؤيا" الأردنية، ثم تولى منصب وزير الثقافة بين عامي 2016 و2017. هذه الخلفية الإعلامية والثقافية أكسبته قدرة على التواصل الفعّال وفهم أعمق للرأي العام المحلي والدولي، ما ساعده في بناء جسور دبلوماسية راسخة.

يشتهر الصفدي بموقفه الثابت والداعم , حيث يقود جهودًا دبلوماسية مكثفة لحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، مع التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.

إدارة الأزمات وتعزيز التعاون الدولي

في ظل الأزمات الإقليمية، كان الصفدي صوتًا داعمًا للاستقرار والحلول السلمية، خاصة في الأزمة السورية وقضية اللاجئين، حيث عمل على ضمان حماية حقوق اللاجئين السوريين في الأردن وحشد الدعم الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية الناجمة عن هذه الأزمات. كما كان له دور بارز في مكافحة الإرهاب وتعزيز الشراكات الأمنية مع الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

نهج متوازن وحكمة دبلوماسية

يعكس أسلوب الصفدي في العمل الدبلوماسي نهج الأردن المتوازن الذي يركز على حماية المصالح الوطنية دون التصادم مع القوى الإقليمية والدولية. يتميز بحكمة في إدارة الملفات الشائكة وقدرة على التفاوض تعزز مكانة الأردن كدولة فاعلة ومؤثرة في المنطقة.

يُعد  الصفدي نموذجًا للدبلوماسي العصري الذي يجمع بين الخبرة السياسية والرؤية الواقعية، حيث استطاع أن يرسخ مكانة الأردن كوسيط موثوق في النزاعات الإقليمية وصوتًا داعمًا للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

بقلم الناشطة روان ابو العدوس