رئيس الوزراء: لا توطين ولا تهجير ولا حلول على حساب الأردن
![رئيس الوزراء: لا توطين ولا تهجير ولا حلول على حساب الأردن](/assets/2025-02-12/images/26_news_1739360323.jpg)
القبة نيوز- أشاد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان بحنكة وحكمة ودبلوماسية جلالة الملك عبدالله الثاني وهو أول زعيم عربي يلتقي الرئيس ترمب لبحث التطورات في المنطقة وعلى رأسِها موضوع غزَّة ومستقبل حل الدولتين ليواجه الأفكار التي طُرحت من واشنطن أخيراً.
واكد رئيس الوزراء خلال جلسة مجلس النواب اليوم الأربعاء ان جلالة الملك أكَّد أمام الإدارة الأميركية أهمية اعتماد خطَّة عربية تعيد بناء غزَّة بسواعد أبنائها دون تهجيرهم قسراً وان الأردن لن يتصرف بشكل منفرد في قضايا تخص مستقبل فلسطين والمنطقة.
كما اكد رئيس الوزراء أن جلالة الملك أكد بوضوح أن مصلحة الأردن واستقراره وحمايةِ الأردن والأردنيين فوق كل اعتبار مشددا على ان موقف الأردن واضح وثابت بشأن التهجير: فلا توطين، ولا تهجير، ولا حلول على حساب الأردن.
ولفت الدكتور حسان الى ان الأردن ومنذ بداية العدوان على غزة كان أول من أقام المستشفيات الميدانية ونحن مستمرون بجهدنا الإغاثي لقطاع غزة ومستعدون لاستقبال ألفيّ طفل للعلاج في المملكة يستحيل تقديم العلاج لهم في ظل تدمير المنظومة الصحيَّة في غزَّة.
كما لفت الى ان علاقة الأردن بالولايات المتَّحدة الأميركيَّة استراتيجيَّة منذ عقود، وان تعزيزها وتطويرها مصلحة للبلدين، ونحن ننتهج سياسة حكيمة وواضحة في التَّعامل مع كلِّ القضايا والتحدِّيات .
واكد رئيس الوزراء ان جهودنا تنصب في تحقيق الأمن والاستقرار والسَّلام في المنطقة، وأساسُ ذلك حلٌّ عادلٌ للقضيَّة الفلسطينيَّة مبني على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال رئيس الوزراء "نؤكِّد على ما قاله جلالة الملك في خطاب العرش على أنَّنا دولة راسخة الهويَّة، لا تغامر في مستقبلها، وتحافظ على إِرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، وأن مستقبل الأردن لن يكون خاضعاً لسياسات لا تلبِّي مصالحه أو تخرج عن مبادئه".
وتاليا نص كلمة رئيس الوزراء :
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الرئيس،
الإخوة والأخوات النوَّاب،
بدايةً، نشيد بحِنكَةِ وحِكمَةِ ودبلوماسيَّةِ جلالة الملك في القمة التي عُقِدتْ أمس في واشنطن، وهو أولُ زعيمٍ عربي يلتقي الرئيس ترمب لبحثِ التطورات في المنطقة، وعلى رأسِها موضوعُ غزَّة ومستقبلُ حلِ الدولتين، ليواجه الأفكار التي طُرحت من قبلِ واشنطن مؤخراً.
إنَّ اللقاءَ أكَّد أمام الإدارة الأميركيَّة الدورَ العربي وأهميَّة اعتماد خطَّةٍ عربيةٍ تُعيدُ بناءَ غزَّة بسواعدِ أبنائِها، ولأبنائها، دونَ تهجيرِ الفلسطينيين من أرضِهم قسراً، وهو أمرٌ سيهددُ المنطقة برمَّتِها.
جلالة الملك أكَّدَ بوضوح أنَّ مصلحةَ الأردن واستقرارِه، وحماية الأردن والأردنيين فوقَ كلِ اعتبار، كما أنَّ موقفَ الأردن واضحٌ وثابتٌ بشأنِ التهجير: فلا توطين، ولا تهجير، ولا حلول على حساب الأردن.
إن حلَ القضيةِ الفلسطينية في فلسطين، التي ستبقى رغمَ الاحتلال والظلم، وطنَ الفلسطينيين وأرضَهم التي لا يتخلون عنها، ودعمُ صمودهم والدفاعُ عن حقوقهم العادلة في صميم جهودنا.
والأردنُ يعمل اليوم، مع جمهوريةِ مصر العربية الشقيقة والأشقاءِ العرب وإخواننا في فلسطين؛ لصياغةِ موقفٍ عربيٍ موحَّد وواضح حيال إعادة إعمارِ غزَّة، ولن يتصرفَ بشكلٍ منفرد في قضايا تخص مستقبلَ فلسطين والمنطقة، وصوتُ الأردن مسموعٌ ودوره أساسيٌ ولا يمكن إطلاقاً فرضُ حلولٍ على حسابه.
منذ بداية العدوان على غزة، كنا أولَ من أقام المستشفيات الميدانية، ونفذَ الإنزالات الجويَّة الإغاثيَّة، وأطلقَ جسراً جويَّاً، واستمرَّ بالإغاثة براً وجواً دون انقطاع، ونقلنا مئات المرضى من غزة للعلاجِ في الأردن، معظمهم من الأطفال لإنقاذ حياتهم.
وسنستمرُ بهذا الجهد، وكما بادر جلالة سيدنا أمس، مستعدونَ لاستقبال ألفيّ طفل للعلاج في المملكة، يستحيلُ تقديمُ العلاجِ لهم في ظل تدميرِ المنظومةِ الصحيَّة في غزَّة.
الأردن على الدوام، قويٌ بقيادته وبشعبِهِ وبمؤسساتِهِ وبِمَنَعَتِه الوطنيّة، وبمواقفِهِ وبثوابتِهِ التي لا يتخلى عنها، كما أن علاقاتنا مع كلِ الدول أساسُها خدمةُ مصالحنا ودعمُ قضايانا العادلة.
وعلاقتنا بالولايات المتَّحدة الأميركيَّة علاقةٌ استراتيجيَّةٌ ممتدَّةٌ منذ عقود، وتعزيزُها وتطويرُها مصلحةٌ للبلدين، وننتهجُ سياسةً حكيمةً وواضحةً في التَّعامل مع كلِّ القضايا والتحدِّيات، ونسعى أن تنصبَّ جهودُنا في اتِّجاهٍ واحدٍ لتحقيق الأمنِ والاستقرارِ والسَّلام في المنطقة، وأساسُ ذلك حلٌّ عادلٌ للقضيَّة الفلسطينيَّة، مبنيٌ على إقامة الدولة الفلسطينيَّة المستقلَّة.
وكما ذكرت، أهم شيء بالنسبة لنا، مصلحة بلدنا وشعبنا أولاً وآخراً، والحمد لله اجتزنا أشدَّ الظروف وأخطرَها .. ولم نهتز ولن نهتز... بنينا اقتصادَنا في أصعبِ الأوقات بسواعدِنا وقدراتِنا الوطنية.
نشكرُ من دعمنا لتحملِ أعباءَ حملناها نيابةً عن العالم والمنطقة، وقد قدمنا أكثرَ من أي دعمٍ قُدّمَ لنا في مواجهةِ التحدياتِ وتحملِ الأعباءِ التي نتجت عن الأزماتِ والحروبِ الإقليمية، والتي لم تكن نتيجةَ سياساتنا أو قراراتِنا، بل كان دورُنا عاملَ استقرارٍ أساسيٍ للمنطقة في كلِّ منعطف.
أختمُ حديثي بالتأكيد على ما قاله جلالةُ الملك المعظم قبل أقلَ من ثلاثةِ شهور تحتَ هذه القبَّة، حينما أكَّد في خطابِ العرش السَّامي على أنَّنا دولةٌ راسخةُ الهويَّةِ، لا تغامرُ في مستقبلِها، وتحافظُ على إِرثِها الهاشمي وانتمائِها العربي والإنساني، وأنَّ مستقبلَ الأردنِ لن يكونَ خاضعاً لسياساتٍ لا تلبِّي مصالِحَهُ أو تخرج عن مبادئه.
هذه مبادئُ قيادتِنا الحكيمة، وهذه ثوابتُ وطنِنا، وكلَّنا ملتفُّونَ حولَ رايةِ الوطن وخلفَ قيادتنا من أجلِ مصلحةِ الأردنِ وأمنهِ واستقراره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-- (بترا)