facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

د. مهدي المراعية يكتب : "دبلوماسية الأردن في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني: حكمة تتحدى تقلبات عصر ترامب"

د. مهدي المراعية يكتب : دبلوماسية الأردن في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني: حكمة تتحدى تقلبات عصر ترامب
القبة نيوز - بقلم الباحث الأكاديمي د. مهدي المراعية 

في عالمٍ يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، حيث تتلاطم أمواج السياسة الدولية وتتصاعد الأصوات المتطرفة، تبرز الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كمنارةٍ للاستقرار والحكمة. في ظل العهد الجديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حمل معه رياح التغيير وعدم اليقين، أثبت الأردن دوره كلاعبٌ رئيسي في الشرق الأوسط، قادرٌ على التكيف مع المتغيرات الدولية مع الحفاظ على مبادئها الثابتة.


جلالة الملك عبدالله الثاني: دبلوماسي السلام


منذ تسلّم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية في عام 1999، وهو يكرّس جهوده لتعزيز مكانة الأردن كدولةٍ وسيطةٍ فاعلة في المنطقة. بفضل رؤيته الثاقبة، تحوّل الأردن إلى جسرٍ للتواصل بين الشرق والغرب، وبين الدول العربية والإقليمية. لم تكن الدبلوماسية الأردنية مجرد ردود أفعال على الأحداث، بل كانت استباقيةً تعتمد على الحوار والتفاهم.


في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي شهد تحولاتٍ جذرية في السياسة الخارجية الأمريكية، خاصةً فيما يتعلق بالشرق الأوسط، واجه الأردن تحدياتٍ غير مسبوقة. من قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلى التقلبات في الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، كان الأردن في قلب العاصفة. لكن بفضل حنكة الملك عبدالله الثاني، لم يكن الأردن مجرد متفرجٍ، بل كانت صوتاً عاقلاً يدعو إلى الاعتدال والحلول العادلة.


الأردن وترامب: علاقةٌ تقوم على المصلحة المشتركة


على الرغم من تصريحات ترامب الأخيرة وتباين المواقف في الرؤى المستقبلية حول عدد من القضايا في الشرق الأوسط ، إلا أن العلاقة بين البلدين ظلّت قائمةً على أساس المصالح المشتركة. الأردن، بموقعه الجيوسياسي الحساس، كان دائماً شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب وتعزيز الاستقرار في المنطقة.


في عهد ترامب، عملت الأردن على تعزيز هذه الشراكة من خلال التركيز على القضايا التي تهم الطرفين، مثل مكافحة التطرف ودعم اللاجئين. كما نجحت الدبلوماسية الأردنية في إيصال صوتها إلى الإدارة الأمريكية، مؤكدةً على أهمية حل الدولتين كمسارٍ وحيدٍ للسلام في الشرق الأوسط


اللاجئون والإرهاب: تحدياتٌ مشتركة


واجه الأردن، في عهد ترامب، تحدياتٍ إضافية بسبب السياسات الأمريكية المتعلقة باللاجئين ومكافحة الإرهاب. مع استضافة الأردن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، كانت الإدارة الأمريكية تدفع باتجاه تقليص المساعدات الدولية. هنا، برزت الدبلوماسية الأردنية كصوتٍ مدافعٍ عن حقوق اللاجئين، مؤكدةً على أهمية دعم الدول المضيفة لضمان استقرار المنطقة.

في الوقت نفسه، واصل الأردن تعاونه الوثيق مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، حيث أثبت أنه حليفٌ قويٌ وفعّال في هذه المعركة. لم تكن الأردن مجرد متلقٍ للمساعدات، بل كانت شريكاً يساهم بخبرته وقدراته في تعزيز الأمن الإقليمي.


رؤيةٌ للمستقبل


في عصرٍ يتسم بعدم اليقين، تبقى الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني نموذجاً يُحتذى به. لقد أثبت الأردن أنه قادر على التكيف مع المتغيرات الدولية مع الحفاظ على مبادئها وقيمها. وفي ظل العهد الجديد للرئيس ترامب، كانت الأردن صوتاً للعقل والحكمة، تعمل بلا كللٍ لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

وأخيراً ، سيبقى الأردن، بقيادة جلالة الملك الحكيمة ، جسراً للتواصل بين الشعوب والحضارات، ودليلاً على أن الدبلوماسية القائمة على الحوار والتفاهم هي السبيل الوحيد لبناء مستقبلٍ أفضل للجميع.


كلمات دلالية :

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير